غادر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تركيا متوجهاً إلى أوروبا من دون اعلان نتائج محادثاته التي استغرقت ثلاثة أيام في أنقرة، وكان هدفها معالجة ملف مسلحي «حزب العمال الكردستاني». وصرح بارزاني إلى صحيفة «حرييت» التركية بأن «الخيار العسكري غير مجد، ومن الصعب على الجيش التركي تحقيق انتصار حاسم على قوة غير نظامية». ويشن «العمال الكردستاني» هجمات في عمق المدن التركية انطلاقاً من أراضي إقليم كردستان، وقتل في أحدثها 24 تركياً في إقليم هكاري قرب الحدود العراقية الشمالية. وتمارس أنقرة ضغوطاً على أكراد العراق للمساهمة في الحد من نشاطات الحزب المسلحة. وفي تطور جديد، أعلن الناطق باسم ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين أن «الاتراك رحبوا برسالة بارزاني للسلام»، داعياً «الكردستاني» الى الموافقة على المبادرة و«خوض النضال داخل قبة البرلمان التركي»، مشيراً إلى أن «الحكومة التركية اتخذت خطوات مهمة على طريق السلام وهي في حاجة الى مزيد من تلك الخطوات». وأوضح ان علاقات الإقليم بتركيا «لا تشمل الامن على الحدود فحسب، بل النواحي الاقتصادية، والاستراتيجية، وحتى الثقافية، ومصلحة الطرفين تقتضي تعزيز هذه العلاقات وإنهاء القتال». ونقلت وكالة «كردستان» للأنباء عن مسؤول رفيع في «حزب العمال الكردستاني» قوله إن الحزب «يرغب في السلام شرط أن يصب في مصلحة الشعب الكردي، لا أن يفرض كما تريده الدولة التركية». لكن أكراد العراق وعلى لسان مسؤولين بارزين بدأوا يصعّدون ضغوطهم على «الكردستاني»، متهمينه بمواصلة هجماته من دون أخذ أوضاع إقليمهم «الحساسة» في الاعتبار، ودعوته إلى إلقاء السلاح «الذي لا يناسب العصر الحالي»، وإنما النضال عبر النشاط السياسي والبرلماني، واكتساب عطف المجتمع الدولي وتأييده لحل القضية الكردية في تركيا.