قبل نحو سبعة أعوام، اعتلى فلاديمير بوتين منصب الرئاسة الروسية بعد تنحي بوريس يلتسين المفاجئ. ولم يتوقع أحد تحسن العلاقات الروسية - الهندية. فالهند كانت تتقرب من واشنطن، في حين كانت روسيا تطرق أبواب باكستان. وشاب حكم الرئيس بوريس يلتسين توجه روسيا نحو النخبة الغربية، وقوضت هذه الشائبة فرص التقرب بين موسكوونيودلهي. ولكن زيارة بوتين الأولى الهند في تشرين الاول أكتوبر 2000، كانت فاتحة علاقات وطيدة بين البلدين. فأنشأت دلهي وموسكو لجنة وزارية للتعاون في مجال التقنية العسكرية تحت إشراف وزيري دفاع البلدين. وأكد بوتين للقيادة الهندية أن روسيا مستعدة لمشاركة الهند في تقنياتها العسكرية. ووفى بوتين بوعده في السنوات اللاحقة. وترافق تعافي روسيا من أزماتها الاقتصادية في التسعينات، واستعادتها دورها العالمي، مع تحسن العلاقات الهندية - الروسية. وتساعد روسياالهند في سعيها الى تحقيق اكتفاء ذاتي في الصناعات الحربية، وتمنحها تقنيات عسكرية حساسة. وفي الاعوام القليلة الماضية، شهدت العلاقات الروسية - الهندية انعطافاً كبيراً. ولم تعد هذه العلاقة علاقة بين مشتر وبائع، على ما كانت في الحقبة السوفياتية. فأصبحت علاقات شراكة في صناعة أسلحة المستقبل، مثل صاروخ"براهموس"الأسرع من الصوت. وتخففت العلاقات الهندية - الروسية من العبء العقائدي. ففي عهد الاتحاد السوفياتي، كانت العلاقات بين البلدين متصلة بالحرب الباردة. ولا ريب في أن بوتين صوب مسار العلاقة الثنائية. تسعى الى تعزيز التعاون الروسي - الهندي - الصيني، على رغم تردد نيودلهي في التقرب من الصين. ويعكس هذا التعاون الثلاثي واقعاً جيو سياسياً في المنطقة. وتعزم الهندوروسيا على ابرام اتفاقات مشتركة للتعاون في بناء الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة، وعلى تفعيل الاتفاق المبرم في 2004، وينص على مشاركة الهند في أبحاث الفضاء الروسية. والحق أن مشكلة واحدة تعكر العلاقات الهندية - الروسية، وهي معدلات التبادل التجاري المنخفضة بينهما. ومن شأن هذا الانخفاض تقويض الشراكة الاستراتيجية بينهما. فمعدلات التجارة بين الهندوروسيا لم تتعد 2.7 بليوني دولار، في 2006، على رغم تحقيق الاقتصادين الهندي والروسي معدلات نمو مرتفعة. وبلغت معدلات التجارة بين الهندوالصين 18 بليون دولار، بعدما كانت بليون دولار في الماضي. وبلغت نسبة ارتفاع معدلات التجارة بين الصينوروسيا 30 في المئة، وتجاوزت عتبة ال 36 بليون دولار. وعلى رغم الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي بين روسياوالهند منذ 2002، لا يزال رجال الأعمال الهنود يواجهون مشكلات تحول دون حصولهم على تأشيرات دخول الى روسيا. ومنعت روسيا عشرات الشركات الهنديةپوموظفيها من دخول أراضيها، على رغم حيازتهم تأشيرات تخولهم ذلك. وتربط موسكو تخفيف إجراءات التأشيرات بتوقيع الهند على اتفاق الاعتراف المتبادل. ولكن الهند تأبى التوقيع. فمن شأن هذه الاتفاق تحميل نيودلهي مسؤولية الهجرة غير القانونية من الهند وكل جنوب آسيا الى روسيا. عن فلاديمير راديوهين، "هيندو" الهندية، 23/1/2007