} باتت العلاقات بين موسكوونيودلهي مرشحة لنقلة نوعية مهمة بعد القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي. وأكد الجانبان وجود "تطابق في المصالح الجيو- سياسية، ووقعا بياناً يحدد موقفهما من مكافحة الارهاب والحرب في أفغانستان، وأبرما "صفقة القرن" التي سيتم بموجبها بناء محطة نووية في الهند قيمتها زهاء ثلاثة آلاف مليون دولار. عقد الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي اجتماعين في الكرملين اقتصر احدهما على الزعيمين ونوقشت فيه العلاقات التي وصفها الرئيس الروسي بأنها "شراكة استراتيجية"، وشدد على انها "عامل فاعل في السياسة العالمية"، وتحدث عن توسيع التعاون في مختلف الميادين، لكنه ابرز "انتقال التعاون العسكري الى مستوى جديد". وفي الوقت نفسه، اشار فاجبايي الى أن العلاقات مع روسيا هي "من أهم أولويات السياسة الخارجية للهند". وقال: "ان لدى البلدين مصالح جيو- سياسية مشتركة" تتمثل في تحقيق الاستقرار في آسيا وتطهيرها من "مظاهر التطرف والاصولية ووقايتها من التأثيرات الخارجية السلبية". وتم التوصل الى تفاهم مبدئي على أن تقوم روسيا ببناء مفاعلين نووين في محطة كودانيكولام في الهند بقيمة اجمالية قدرها 2600 مليون دولار. وهذا المبلغ يعادل ضعف القيمة السنوية للميزان التجاري 5،1 بليون دولار بين البلدين. وأشار الزعيمان الروسي والهندي الى رغبتهما في تطوير العلاقات الاقتصادية لكي تكون بمستوى التعاون السياسي. وكانت الهند في الزمن السوفياتي من أكبر شركاء موسكو تجارياً 5،5 بليون دولار سنوياً. إلا أن القيادة الروسية التي تولت السلطة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي أهملت "المحور الآسيوي" تماماً. وعلى رغم ذلك فإن نيودلهي ظلت من الشركاء المهمين لموسكو وخصوصاً على صعيد التعاون العسكري. وتحتل الهند المرتبة الثانية بعد الصين من حيث استيراد الأسلحة الروسية وهي تشتري منها بمعدل 500 الى 060 مليون دولار سنوياً. وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ايليا كليبانوف أمس ان الهند ستوقع في غضون شهرين عقداً مع الجانب الروسي لشراء حاملة الطائرات "الأميرال غورشكوف". وكانت موسكو وافقت على منح الهند ترخيصاً لانتاج دبابات متطورة من طراز "تي 90" وطائرات "سوخوي 30" و"ميغ 29". ويؤكد المحللون ان توسيع وتعميق العلاقات بين موسكوونيودلهي يمكن أن يغدو أساساً لإعادة تفعيل فكرة "المثلث" الروسي - الهندي - الصيني المرشح للعب دور مهم في آسيا والعالم. وأثار نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيكوف الى أن انشاء هذا المثلث "ليس أمراً عملياً الآن"، لكنه قال ان هناك قواسم مشتركة بين الدول الثلاث قد تسمح لها مستقبلاً بلعب دور مهم والتأثير في الوضع الدولي عموماً.