ارتفع عدد قتلى الجيش اليمني الى 9 والجرحى الى نحو 30 في المواجهات التي اندلعت أول من أمس بين القوات الحكومية واتباع "الحوثي" في محافظة صعدة شمال غربي البلاد، واستمرت حتى فجر أمس في مناطق عدة تابع للمحافظة، حيث سمع دوي المدفعية في منطقة الرزامات ليل الأحد - الاثنين، في حين وجه الرئيس علي عبدالله صالح تحذيرا شديد الى الحوثيين بتسليم سلاحهم وإنهاء التمرد. وكانت منطقة الرزامات نفسها شهدت أعنف المعارك في الحرب الثانية مطلع العام الماضي بين القوات الحكومية وبين"الحوثيين"بقيادة القائد الميداني عبدالله عيضة الرزامي. وقال علي صالح في خطاب لمناسبة افتتاح المؤتمر السنوي الحادي عشر لقادة القوات المسلحة في صنعاء أمس ان"على المدعو عبدالملك بدر الدين الحوثي والعناصر الإرهابية والتخريبية التابعة له لتسليم أسلحتهم بكل أنواعها الثقيلة والمتوسطة الى قيادة محافظة صعدة، والا فقد أعذر من أنذر". واضاف"هناك قوة عسكرية جاهزة لاستئصال هؤلاء... لاستئصال هذا المرض. عليهم تسليم اسلحتهم والاستسلام في اقرب وقت ممكن. هذه العملية لن تطول". وتحدث الرئيس اليمني عن أطراف خارجية"لا نريد أن نسميها الآن، تلعب دوراً في دعم الحوثيين وتأجيج الصراع وإثارة الوضع الأمني في صعدة"، ملوحاً باجراءات"حاسمة وقوية لضبط الأمن وملاحقة عناصر التخريب وإنهاء التمرد". وأشار الى أن تعاطي الحكومة مع"الحوثيين"العام الماضي وإعلان العفو العام واطلاق الموقوفين على ذمة المواجهات التي شهدتها صعدة بين عامي 2004 و2006"لم تكن ضعفاً ولكن تعبيراً عن ارادتنا في تحقيق الأمن والاستقرار ومنح عناصر التمرد فرصة العودة الى صفوف المواطنين والالتزام بالقانون والدستور والقاء السلاح". واكد ان السلطات سيكون لها موقف مختلف في حال استمر اتباع"الحوثي"في شن هجمات ضد الجيش. وفي هذا السياق، أكدت مصادر في صعدة ل"الحياة"ان المحافظة شهدت أمس هدوءاً شاملا، وأن لقاءات جمعت المحافظ اللواء يحيى الشامي بعناصر قيادية"حوثية"من أجل التوصل الى هدنة جديدة ووقف المواجهات وإعادة الوضع الأمني الى ما كان عليه قبل اندلاع الاشتباكات، وقالت ان المفاوضات حققت تقدماً مهماً. واوضحت المصادر ان أتباع"الحوثي"يتهمون السلطات العسكرية في المحافظة باستفزازهم واستمرار ملاحقتهم أمنيا وبث الدعايات ضدهم بقصد الإساءة والاعتداءات المتكررة لنقض الهدنة بين الطرفين منذ مطلع العام الماضي. وأشارت الى ان"الحوثيين"يتهمون السلطات بعدم التزام الاتفاقات والوعود التي قطعتها لهم في العام الماضي ومنها اطلاق سراح بقية المعتقلين في سجون الأمن السياسي الاستخبارات وعودة عناصرهم الى وظائفهم وصرف التعويضات للمتضررين من الحربين الأولى والثانية، بالإضافة الى انها عززت نقاط التفتيش الأمنية والعسكرية في مناطقهم. وكانت القوات الحكومية تمكنت من اعتقال نحو 20 من اتباع"الحوثي"بينهم مطلوبون شاركوا في الهجوم على القوات الحكومية ليل السبت - الأحد في منطقة مذاب وفي نصب كمين آخر لقوات عسكرية في منطقة حرف سفيان.