تمكنت القوات الحكومية اليمنية من اقتحام عدد من المواقع التي كان يتمركز فيها المتمردون من تنظيم"الشباب المؤمن"في منطقة وادي نشور في محافظة صعدة شمال البلاد بالإضافة الى مواقع أخرى في منطقة الرزامات المجاورة. واعترفت مصادر تنتمي الى"الشباب المؤمن"بتقدم القوات الحكومية وسقوط 20 قتيلاً في صفوفها خلال مواجهات الجمعة، كذلك جرح العشرات بينهم القائد الميداني يوسف المداني صهر الحوثي والمطلوب الأول لدى السلطات، إذ كان يقود القتال ضد القوات الحكومية دفاعاً عن معاقل المتمردين في منطقة الرزامات حيث يوجد فيها بدر الدين الحوثي الذي بات بدوره مطلوباً لدى السلطات بتهمة إثارة الفتنة المذهبية والطائفية والسلالية والتعصب الديني وارتكاب جرائم تهدد أمن البلد واستقراره. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة"في محافظة صعدة أن القوات الحكومية تقوم بعمليات عسكرية وأمنية شاملة لدك معاقل المتمردين في كل المناطق التي استأنف"الحوثيون"عملياتهم فيها منذ يوم الاثنين الماضي. وأضافت انها تعمل على تفويت الفرصة للمتمردين لشن حرب عصابات ضدها أو ضد مصالح الدولة وممتلكاتها. وأكدت سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية، بينهم قائد كتيبة إحدى الوحدات المهاجمة العقيد عبد الجبار. كما جرح العقيد عبدالله محمد فاضل قائد الاستخبارات العسكرية في المنطقة العسكرية الشمالية الغربية في مكمن نصبه"الحوثيون"في إحدى ضواحي مدينة صعدة عاصمة المحافظة. وفي تطور سياسي لأحداث صعدة، دان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري المعارض"كل أشكال التطرف السلالي والمذهبي والطائفي والمناطقي من أي طرف كان"، واعتبره"مخالفاً للدستور والقانون". وفي اشارة الى العمليات المسلحة التي يقوم بها عناصر"الشباب المؤمن"ضد القوات الحكومية ومؤسسات الدولة في محافظة صعدة أعلن التنظيم الوحدوي الناصري ادانته"استخدام المواطنين السلاح ضد مؤسسات الدولة والعاملين فيها باعتبار ذلك جريمة يعاقب عليها القانون". كما عبر التنظيم الناصري في بيان صدر امس عن استنكاره"استخدام السلطات الحكومية السلاح لمعالجة مشكلات داخلية"وصفها بأنها"فكرية وسياسية او امنية"معتبراً أنه"كان يمكن حلها بالحوار وباتخاذ الاجراءات القضائية القانونية وفقاً للدستور ونصوصه"محذراً من النتائج الوخيمة للمواجهات التي تشهدها محافظة صعدة على الصعيدين الانساني والوطني. وفي السياق نفسه قالت مصادر متطابقة في صعدة ان قوات الجيش اقتحمت ليل الجمعة السبت مواقع عدة ل"الحوثيين"في جبل ايوب القريب من منطقة الرزامات معقل احد ابرز المطلوبين عبدالله عيضة الرزامي، فيما وصلت قوات اخرى من جهة الشرق الى منطقتي الكدم والعصائد في طريقها باتجاه منطقتي الرزامات ووادي نشور. واكدت هذه المصادر ان القوات الحكومية تطوق مواقع اخرى تمهيداً لاقتحامها بينها جبل احسن، وانها في طريقها نحو المعاقل الرئيسية للمتمردين في مناطق آل شافعة والرزامات ووادي نشور بهدف دخولها من كل الجهات بعدما اغلقت كل المنافذ المؤدية اليها او العكس. وكان مصدر حكومي مسؤول في محافظة صعدة أكد ليل الجمعة السبت أن توجهات عليا من القيادة السياسية صدرت الى القيادات الادارية والامنية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية في محافظة صعدة بالتوسط لاقناع بدر الدين الحوثي 80 عاماً والعناصر التابعة له بتسليم انفسهم والكف عن الاعمال التخريبية.