وقعت اشتباكات متفرقة بين حركتي "فتح" و"حماس" في قطاع غزة امس اسفرت عن مقتل "فتحاوي" وجرح ثلاثة آخرين بعد احتجاز تسعة في عمليات خطف متبادلة، وذلك غداة الاتفاق الذي توصلت اليه فصائل فلسطينية لوقف الصدامات، وسط توقعات بألا يصمد هذا الاتفاق خصوصا في ضوء اعلان الرئيس محمود عباس تمسكه بالانتخابات المبكرة. راجع ص 4 و5 وكانت الجبهتان"الشعبية"و"الديموقراطية"وحركة"الجهاد الاسلامي"نجحت في انتزاع موافقة"فتح"و"حماس"على اتفاق مؤلف من ثماني نقاط ينص على وقف فوري لاطلاق النار، وسحب المسلحين من الشوارع وانهاء كل مظاهر التأزيم وعودة الاجهزة الامنية الى مواقعها قبل الاحداث، واطلاق المختطفين من الجانبين. ومنذ التوصل الى الاتفاق، ساد انطباع بأنه لن يصمد خصوصا ان أسباب الخلاف ما زالت قائمة والاحتقان على اشده، في حين لم يبد الرئيس محمود عباس اي نية للتراجع عن قراره تنظيم انتخابات مبكرة، بل جدد امس خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تمسكه بها. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك:"ذاهبون الى انتخابات مبكرة تشريعية ورئاسية، ولا يوجد ما يمنعنا من ذلك". في الوقت نفسه، تواصل الانتشار المسلح في شوارع غزة، وابقت قوات الحرس الرئاسي على الحواجز التي اقامتها في اطار توسيع المربع الامني حول منزل عباس، وواصلت احتلال مبنى وزارة الزراعة. وطالب رئيس الحكومة اسماعيل هنية عباس بسحب قواته من الشوارع، معتبرا انه لكي تصمد الهدنة فلا بد أن يوضع حد لانتشار الاجهزة التي لا صلة لها بالامن الداخلي. اشتباكات وخطف ووضع اتفاق الهدنة الداخلية على المحك امس بعد تجدد الاشتباكات بين انصار"فتح"و"حماس"والتي ادت الى مقتل احمد زيادة فتحاوي - 21 عاما وجرح ثلاثة آخرين. وجاء تجدد الاشتباكات بعد سلسلة من عمليات الخطف المتبادلة التي اعقبت اتهامات وجهتها"حماس"الى مجموعة من"فتح"باطلاق النار على"القوة التنفيذية"التابعة لوزارة الداخلية، وبالنتيجة خطف تسعة اشخاص، بينهم خمسة من انصار"فتح"او مقربين منها، واربعة من المحسوبين على"حماس". واتهم الناطق باسم"فتح"عبد الحكيم عوض لوكالة"فرانس برس"حركة"حماس بخرق الاتفاق، اذ خطفت خمسة من اعضاء فتح في جباليا ومناطق اخرى شمال قطاع غزة". واشار الى ان"من بين المخطوفين هلال ياغي، شقيق النائب الفتحاوي علاء ياغي احمد المدهون احد اقارب سميح المدهون القيادي البارز في كتائب الاقصى التابعة لفتح". واقر بأن"فتح"تخطف اشخاصا من"حماس"، وقال:"لا مانع لدينا من انهاء الموضوع، لكن هذا يرتبط بموقف حماس الرافض الافراج عن المخطوفين لديها". وقال ناطق باسم"فتح"لاحقا ان"حماس"خطفت وزير شؤون الأسرى السابق سفيان ابو زيدة من مكان قرب منزله في جباليا. في الوقت نفسه، قال مصدر في جباليا ان عماد الديب، العضو البارز في"كتائب القسام"، الجناح العسكري ل"حماس"وعضو آخر في الحركة"خطفا"في جباليا، بينما الاخران خطفا الاحد شمال قطاع غزة. وتدخل الوسطاء بين الجانبين من اجل اطلاق المخطوفين. وفي نيويورك، قال اردوغان ل"الحياة"خلال مؤتمر صحافي:"اجريت كما تعلمون انتخابات منذ فترة وجيزة جدا في فلسطين، واعتقد بان الدعوة الى انتخابات مبكرة خلال فترة زمنية قصيرة كهذه لا يتلاءم مع الوضع القائم، وهي سلبية جدا بهذا المعنى"، مشيرا الى ان عباس وهنية"كانا اتخذا بعض الخطوات الايجابية وبدآ العمل في محاولة لاتخاذ خطوات ايجابية، وبالتالي لا اعتقد بان هذه الدعوة كانت ملائمة لجهة التوقيت". وانتقد بشدة حجب المساعدات عن الفلسطينيين في اعقاب فوز"حماس"، ووصف ذلك بأنه"الخطأ الاهم". واعتبر ان ما حدث هو نتيجة عدم احترام ارادة الشعب الفلسطيني التي تبدت في الانتخابات.