سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اسبوع حافل من تحقيقات "لجنة فينوغراد" يقض مضجع اولمرت وبيرتس ... وشعبيتهما الى حضيض جديد . اخفاقات حرب لبنان تعود الى الصدارة وحالوتس يؤكد ان الجيش لم يوص بشنها
ينذر العنوان الرئيس لصحيفة "معاريف" الاسرائيلية أمس الذي افاد بأن "الجيش لم يوصِ المستوى السياسي بشن الحرب على لبنان"، بأن اسرائيل تُعد لاستقبال أسبوع آخر من العناوين الصارخة والصراع الداخلي المحتدم منذ انتهاء الحرب على لبنان، ليعيد الى الواجهة تداعيات اخفاقات الحرب ويزيح عن الأجندة فضيحة الرئيس موشيه كتساف الأخلاقية التي احتلت الحيز الأكبر من اهتمامات الأسبوع المنتهي. وفي العنوان المنسوب الى رئيس هيئة الأركان المستقيل الجنرال دان حالوتس الذي قدم قبل عشرة أيام استقالته على خلفية فشل الحرب مستبقا احتمال اطاحته، يدحرج حالوتس المسؤولية الى عتبة وزير الدفاع عمير بيرتس"الذي دفع بحماسة وقوة نحو شن الحرب على لبنان"في أعقاب أسر"حزب الله"جنديين اسرائيليين في 12 تموز يوليو الماضي. ويأتي هذا التسريب قبل أسبوع سيكون حافلا بافادات سيدلي بها تباعا امام لجنة التحقيق في اخفاقات الحرب لجنة فينوغراد كل من حالوتس ونائبه موشيه كابلنسكي وقائد المنطقة الشمالية في الجيش الذي اضطر الى الاستقالة مع انتهاء الحرب الميجر جنرال اودي ادم ورئيس الحكومة ايهود اولمرت. ويترقب الاسرائيليون افادة حالوتس على نحو خاص بعد أن حمّله معظمهم المسؤولية الأكبر عن الفشل، فضلا عن مسؤولية اولمرت وبيرتس اللذين ينظر اليهما الاسرائيليون على انهما انجرا، لقلة خبرتهما العسكرية، وراء حالوتس فساقهما الى حرب فاشلة. الا ان حالوتس، كما كان متوقعا حين فاجأ بتقديم استقالته، لا يعتزم تسليم رقبته أو أن يكون"كبش فداء"، انما يعد جيدا لخلع القفازات، متحررا من القيود التي كان ممكنا ان تفرضها عليه البزة العسكرية لدى ادلائه بافادته، ليقول لأعضاء اللجنة ان له قسطا في الفشل، لكنه يرفض تحميله وحده وزر المسؤولية عن كل الفشل. ووفقا لمعلقين في الشؤون العسكرية، فإن حالوتس سيؤكد لأعضاء اللجنة، معتمدا على مستندات وتسجيلات خطية وصوتية للمداولات التي تمت منذ لحظة خطف الجنديين وخلال الحرب، ان قيادة هيئة أركان الجيش لم توصِ المستوى السياسي أبدا بشن حرب شاملة على"حزب الله"، انما كان بيرتس الذي دفع باتجاه الرد على أسر الجنديين بأعنف هجوم جوي و"هو ما تم وجرّ بالتالي الى حرب شاملة". ويرى المعلقون ان افادة حالوتس هي الأهم التي ستستمع اليها اللجنة، خصوصا بعد ان نما الى مسمعه من ضباط أدلوا بافاداتهم، ان اللجنة تتجه لتحميله المسؤولية عن الفشل، وأن جل أسئلتها ينصب على كيفية اعداد الجيش لحرب على الحدود اللبنانية، وفي قرار شن الحرب وسيرورة اتخاذ القرارات أثنائها، وكيفية ادارتها من المستويين العسكري والسياسي. استقالة اولمرت وبيرتس ويرى مراقبون ان افادات هذا الأسبوع ستحدد مصير اولمرت وبيرتس بعد أن أعفى حالوتس نفسه من انتظار التلخيصات المرحلية المتوقع أن تعلنها لجنة التحقيق بعد شهر. واعتمادا الى استطلاع الرأي الذي نشرت نتائجه"يديعوت أحرونوت"امس، فإن"قناعة"الاسرائيليين بأنه يجب على الثلاثي الذي ادار الحرب اولمرت - بيرتس - حالوتس أن ينصرف الى بيته، تترسخ اسبوعا بعد آخر اذ سجلت شعبية رئيس الحكومة ووزير الدفاع تراجعا آخر، ودعاه 74 في المئة من الاسرائيليين الى اللحاق بحالوتس المستقيل، فيما بلغت نسبة الذين وجهوا لبيرتس طلبا مماثلا 84 في المئة. وحمّل 33 في المئة من الاسرائيليين اولمرت مسؤولية فشل الحرب في مقابل 15 في المئة لبيرتس و14 في المئة لحالوتس، فيما حمّل 29 في المئة"الفرسان الثلاثة"مجتمعين المسؤولية. ورأى 78 في المئة ان حالوتس أحسن التصرف بتقديم الاستقالة، وقال 71 في المئة ان اولمرت وبيرتس ليسا جديرين باختيار قائد جديد للجيش. ويبدو وضع اولمرت في اوساط الاسرائيليين في أسوأ أحواله، اذ بيّن الاستطلاع ان اولمرت لا يخسر رئاسة الحكومة في منافسة امام زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو فحسب، انما أيضا امام وزير الخارجية السابق سلفان شالوم في حال فاز هذا بمنصب زعيم"ليكود". كما يخسر اولمرت المنافسة امام كل من مرشحيْ حزب"العمل"ايهود باراك وعامي ايالون. ودلّ الاستطلاع ان غالبية الاسرائيليين ترى في نتانياهو الشخصية الأكثر ملاءمة لمنصب رئيس الحكومة، تلته وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي يبدو انها تشق طريقها بقوة نحو انتزاع زعامة"كديما"من اولمرت. ولا يبدو وضع بيرتس داخل حزبه"العمل"أفضل، اذ اشارت نتائج استطلاع للرأي في اوساط منتسبي الحزب الذين سيختارون زعيما له بعد أربعة أشهر انه سيحصل على 19 في المئة من اصواتهم في مقابل 26 في المئة للنائب عامي ايالون و30 في المئة لزعيم الحزب، رئيس الحكومة السابق ايهود باراك.