سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القوات الأميركية تسعى إلى إحداث "توازن مذهبي" في عملياتها ضد المسلحين السنة والشيعة . قوة عراقية خاصة قيادتها أميركية مكلفة القبض على زعماء دينيين وقادة ميليشيات
تسعى القوات الأميركية في العراق الى إحداث "توازن مذهبي" في عملياتها الموجهة ضد المسلحين السنة والشيعة في بغداد. وكشف قائد عسكري عراقي في فرقة تابعة للجيش الأميركي انه تلقى قوائم بأسماء المتهمين بدعم العنف وسينفذ الأوامر بالقبض عليهم، وبعضهم من القيادات السياسية والدينية، وزعماء الميليشيات من الطائفتين. وفي هذا الاطار دهمت قوات أميركية وعراقية حي الأعظمية السني، حيث خاضت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة مع مسلحين، وأسقطت طائرة هليكوبتر. وأعلنت اعتقال أكثر من 600 عنصر من"جيش المهدي"التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، بالاضافة الى 33 من قادة الجماعات السنية المسلحة. وأشار القائد العسكري العراقي، رافضاً ذكر اسمه، في اتصال مع"الحياة"الى أن"الفرقة الخاصة التي نفذت عملية اعتقال الشيخ عبدالهادي الدراجي، أحد قادة التيار الصدري، وقتلت صاحب العامري، القيادي في التيار ذاته في محافظة النجف قبل شهر تقريباً، بالتعاون مع قوات أميركية، لديها قوائم مهيأة للتنفيذ تشمل اعتقال قادة ميليشيات وسياسيين متهمين بدعم العنف". ولم يذكر الضابط أياً من الأسماء المرشحة للاعتقال الا أنه أكد احتواء القائمة على أسماء مسؤولين شيعة وسنة. وقال ان قادة الميليشيات في مقدم المطلوب القبض عليهم. ولم يشر المصدر الى طبيعة التحقيقات التي تجريها القوات الأميركية مع الدراجي المتهم باصدار فتاوى لقتل مخطوفين يحتجزهم"جيش المهدي". وقال ان"مهمة الفرقة العراقية تقتصر على تنفيذ عمليات الاعتقال وليس لها علاقة بالتحقيق". لكن مصادر مطلعة أفادت أمس ان عملية اعتقال الدراجي أطلق عليها"تتبع الخيط"، للربط بينها واعتقالات أخرى طالت ديبلوماسيين ايرانيين في بغداد وأربيل، وأخرى في صفوف شرطة وقيادات في مجالس بلدية في الكوت والبصرة وكربلاء"لإثبات دعم ايران للميليشيات". والفرقة العسكرية المذكورة مدربة على أعلى المستويات ويطلق عليها اسم"قيادة العمليات الخاصة"وما زالت مرتبطة بقيادة القوات المتعددة الجنسية، على رغم نقل القيادة الى الجيش العراقي ورئاسة الوزراء. ويتهم سياسيون شيعة القوات الأميركية بتدريب هذه الفرقة لتنفيذ"المهمات القذرة"، وتستهدف عادة أحزاباً شيعية مقربة من السلطة، مشددين على ضرورة نقل القيادة التي تتكون من أفواج أبرزها الفوج 36، وتتمركز في معسكرات قرب مطار بغداد الدولي الى عراقيين. وتؤكد معلومات متطابقة حصلت عليها"الحياة"من مصادر اميركية وعراقية ان الخطة الأميركية الجديدة في بغداد ستسعى الى التوازن في تنفيذ عمليات الاعتقال والدهم، بين أحياء سنية وشيعية في آن. وستعتقل سياسيين ورجال دين متهمين بدعم العنف من الطائفتين. وسربت مصادر أمنية عراقية أمس معلومات عن اعتقال عدد من قادة ميليشيا"منظمة بدر"التابعة ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"لكن قادة في المجلس نفوا علمهم بالحادث. واستبعد رضا جواد أن تشمل الحملة الأميركية على الميليشيات المنظمة التي قال انها"غير عسكرية"، فيما قال الشيخ جلال الدين الصغير قيادي في المجلس ل"الحياة"امس ان"الخطة تركز على إنهاء أعمال العنف ويجب التفريق بين المجموعات المسلحة والميليشيات". وأوضح ان"منظمة بدر مستثناة من القانون 91 الذي أقره الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر عام 2003". ويرى مراقبون ان الخطة ستحاول إحداث هزات عنيفة في أوساط المسلحين والميليشيات في عمليات متزامنة، وقد لا تتسق مع الحكومة في العمليات التي تستهدف قادة شيعة. وكان تقرير لجنة الدراسات حول العراق المعروفة باسم بيكر - هاملتون أشار الى منظمة بدر بالاضافة الى جيش المهدي كجزء من التنظيمات الداعمة للعنف. الى ذلك، أعلنت القوات الأميركية في بيان أمس اعتقال 600 عنصر من"جيش المهدي"خلال الأشهر الماضية. كما أكد البيان اعتقال 33 من قادة الجماعات المسلحة السنية في بغداد. موضحاً أن هؤلاء"قدموا مساعدات الى مقاتلين أجانب". ونفذت قوات أميركية وعراقية أمس حملة حي الأعظمية السني، فيما تستعد لشن حملة واسعة في مدينة الصدر الشيعية. وأشار بيان أميركي الى ان"وحدات من قوات التحالف ومفارز من الفرقة السادسة في الجيش العراقي بدأت الاثنين عملية أمنية مشتركة في ناحية الرصافة"شرق دجلة. وأفاد البيان ان هدف"عملية الذئب تتمثل بتحقيق المزيد من الأمن في الحي ومنعه من أن يتحول ملاذاً آمناً للمسلحين، بالاضافة الى خفض حدة العنف الطائفي".