يشهد استاد محمد بن زايد في نادي الجزيرة اليوم الثلثاء، قمة من نوع خاص بين منتخبي الإماراتوالكويت، في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول لمنافسات المجموعة الأولى، ضمن دورة كأس الخليج الثامنة عشرة في كرة القدم، التي تستضيفها أبو ظبي حتى ال30 من الشهر الجاري. ويكفي الإمارات التعادل لمرافقة عمان إلى نصف النهائي، بينما لا بديل للكويت عن الفوز إذا أرادت تجنب الخروج من الدور الأول. وفي مباراة ثانية على الملعب ذاته، تلتقي عمان واليمن. وكانت عمان ضمنت تأهلها إلى دور الأربعة من الجولة الثانية، بعد أن رفعت رصيدها إلى ست نقاط، إذ كانت الوحيدة التي حصدت العلامة كاملة في المباراتين الأوليين، بفوزها على الإماراتوالكويت بنتيجة واحدة 2-1، وتأتي الإمارات ثانية بثلاث نقاط من فوز على اليمن 2-1، ويتقاسم منتخبا الكويت واليمن المركز الثالث بنقطة واحدة لكل منهما، من تعادلهما 1-1 في الجولة الأولى. الإمارات - الكويت لم يقنع منتخب الإمارات في أدائه في المباراتين الأوليين، فخسر الأولى أمام عمان، وحقق فوزاً صعباً في الثانية على اليمن، لكن مدربه الفرنسي برونو ميتسو يعرب دائماً عن ارتياحه للمستوى الذي يقدمه"الأبيض". وافتقد المنتخب الإماراتي أشياء كثيرة داخل الملعب حتى الآن، فغابت الجمل التكتيكية التي كان من المفترض أن يكون مستعداً لها تماماً، لأنه خاض غمار دورة ودية مهمة قبيل انطلاق المنافسات الخليجية، ولم يمض على تأهله إلى نهائيات كأس آسيا الصيف المقبل إلا أسابيع قليلة بقيادة ميتسو نفسه. وتغلب الحماسة على أداء لاعبي الإمارات، خصوصاً في ظل تشجيع جماهيري لافت، إذ حضر نحو ستين ألف متفرج المباراة الافتتاحية أمام عمان، ونحو 25 ألفاً في الثانية ضد اليمن، ومن المتوقع أن يتكرر العدد نفسه اليوم في مواجهة الكويت. وكان التصميم الإماراتي قبل انطلاق البطولة على أن الفرصة سانحة الآن أكثر من أي وقت مضى لإحراز اللقب الخليجي، للمرة الأولى منذ بدء المشاركة الإماراتية في النسخة الثانية عام 1972، ما يعطي المنتخب دفعة معنوية كبيرة في النهائيات الآسيوية. واللافت أن مهاجمي المنتخب الإماراتي إسماعيل مطر ومحمد عمر وسالم سعد وسالم خميس لم يتمكنوا من ترجمة الفرص التي لاحت لهم أمام عمان واليمن، في حين بدا تأثير دخول سبيت خاطر، صاحب التسديدات الصاروخية، مهماً في الشوط الثاني، خصوصاً أمام اليمن، إذ أدت تحركاته وتمريراته إلى تغيير في الأداء والنتيجة. ولا شك في أن ميتسو سيوازن اليوم بين الدفاع والهجوم، لأن منتخب الكويت سيلعب مهاجماً منذ البداية بحثاً عن الفوز. واعتبر مدير المنتخب الإماراتي عبدالله حسن أن المباراة مع الكويت"تشكّل مفترق طرق للطرفين، لاسيما بالنسبة إلى المنتخب الإماراتي، الذي يتعين عليه بذل مزيد من الجهد للفوز فيها ورفع رصيده إلى ست نقاط، وتأكيد تأهله إلى نصف النهائي عن جدارة". وأوضح النجم الإماراتي نواف مبارك أيضاً أن"المباراة مع الكويت تحتاج إلى مزيد من الجهد"، معتبراً أن"لاعبي الإمارات لا يعتبرون أنهم قدموا شيئاً في البطولة ما لم يتأهل المنتخب إلى نصف النهائي، ثم النهائي". في المقابل، لا يملك مدرب منتخب الكويت صالح زكريا الكثير من الخيارات سوى الزج بتشكيلة هجومية، والضغط منذ البداية أملاً بتسجيل هدف باكر يحوّل مجرى المباراة، ويؤدي إلى فوز"الأزرق"وتأهله إلى نصف النهائي، لأن أية نتيجة غير ذلك تعني انتهاء المشوار الكويتي عند الدور الأول. ولا تختلف حال المنتخب الكويتي كثيراً عن نظيره الإماراتي، فهو لم يقنع أيضاً في مباراتيه الأوليين، وافتقد التنسيق اللازم بين خطوطه والجمل التكتيكية الخطرة، مع أن أداءه تحسّن في الشوط الثاني ضد عمان. ويحاول منتخب الكويت عبثاً استعادة الأمجاد الكويتية السابقة، إذ غاب اللقب عن سجلاته منذ النسخة الرابعة عشرة التي فاز بها في البحرين عام 1998، ولكن الكويت تحتفظ بالرقم القياسي لعدد الألقاب 9. وتميل الكفة لمصلحة الكويت في المواجهات المباشرة مع الإمارات في دورات كأس الخليج، بواقع تسعة انتصارات في مقابل خمسة، فيما تعادلتا مرتين لم تلتقيا في الدورة السابقة، ولم تشارك الإمارات في النسخة الأولى. عمان - اليمن لا يختلف اثنان على أن المنتخب العماني هو الأفضل فنياً في الدورة حتى الآن، وانه استحق تأهله إلى نصف النهائي باكراً، إذ تألق معظم لاعبيه في جميع الخطوط، واظهروا قدرات فنية عالية ولياقة بدنية جيدة وسرعة لافتة في الوصول إلى مرمى المنتخب المنافس. ويكرر المنتخب العماني في الدورة الحالية ما حققه في"خليجي 17"عام 2004، عندما بلغ نصف النهائي أيضاً بقوة، ثم وصل إلى النهائي، قبل أن يخسر بركلات الترجيح أمام قطر 4-5، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1. ويعتقد أكثر من لاعب عماني أن اللقب سيكون من نصيبهم هذه المرة، على رغم فترة الإعداد القصيرة قبل انطلاق البطولة. وستكون مباراة عمان الثالثة مع اليمن فرصة مناسبة للمدرب الشهير خليجياً ميلان ماتشالا، لإشراك اللاعبين البدلاء وإراحة الأساسيين للمحطة الأهم في نصف النهائي. في المقابل، لا يزال منتخب اليمن في دائرة المنافسة من الناحية الحسابية، على رغم صعوبة مهمته أمام عمان، لكن المواجهة الوحيدة بين الطرفين في الدورات الخليجية، وتحديدا في"خليجي 16"في الكويت وكانت افتتاحية لهما فيها، انتهت بتعادل 1-1، وكان حينها المنتخب العماني مرشحاً بارزاً للقب.