استعان النائب السابق و "ابن عامل الطاحونة" جون أدواردز بأبلغ الجروح التي تركتها سياسات ادارة الرئيس جورج بوش على الشعب الأميركي ليطلق حملته الرئاسية للعام 2008 بين انقاض مدينة نيواورلينز المنكوبة باعصار كاترينا الذي شرد الملايين وعكس التجاذبات العنصرية والطبقية في الولاياتالمتحدة. وبذلك يكون ادواردز المرشح الرسمي الثالث للديموقراطيين، والسادس بين الحزبين للسباق الى البيت الأبيض. وحمل ادواردز رفشاً للمساعدة في ورشة في نيوأورلينز التي دمرها الاعصار كاترينا في آب أغسطس 2005، وأعلن خوضه السباق الرئاسي، وشن حملة عنيفة على"السياسات الاقتصادية الجاحفة ضد الفقراء". وكان المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس عام 2004 الى جانب السناتور جون كيري، يتحدث في حي ناينث وارد الذي محي تماماً خلال الاعصار، أن هناك"أميركتين"اليوم، احداهما للاغنياء والاخرى للمعوزين. واقترح سلسلة اجراءات في مجالات العمل والاسكان والتعليم، بهدف انتشال ملايين الاميركيين من الفقر خلال السنوات العشر المقبلة، وطالب بوضع هدف للقضاء على الفقر خلال 30 سنة. وأظهرت استطلاعات الرأي احتلال السناتور هيلاري كلينتون الأفضلية لدى الناخبين الديموقراطيين بنسبة 37 في المئة، يليها السناتور باراك أوباما افريقي أميركي ب18 في المئة ويأتي أدواردز ثالثاً ب9 في المئة. ولم يحسم أي من كلينتون أو أوباما قرارهما بالترشح بعد، على رغم أن كل الخطوات التي يقومان بها أخيراً تشير الى أنهما سيمضيان في هذا الاتجاه. ويستفيد ادواردز من شعبيته في الولايات الحاسمة مثل أيوا وأوهايو والتي سيزورها بعد نيوأورلينز. وسبق ادواردز في الترشح عن الديموقراطيين حاكم ايوا وسط المنتهية ولايته توم فيلساك والنائب عن اوهايو شمال دنيس كوسينيتش. وفيما تبدو فرص كوسينتش معدومة، قد ينجح فيلساك في حال الحصول على تأييد ملحوظ في الانتخابات الأولية داخل الحزب في 2007 في خوض السباق لمقعد نائب الرئيس مع المرشح الفائز. أما عن الجانب الجمهوري، فأعلن عمدة نيويورك السابق رودي جولياني نيته خوض الانتخابات على رغم انخفاض شعبيته في أوساط الخط المحافظ التقليدي، كما أعلن النائب دنكن هانتر ترشحه، وهو مقرب من نائب الرئيس ديك تشيني ولحقه النائب سام براونباك. ويتوقع ان يخوض السباق عن الجمهوريين أيضاً السناتور جون ماكاين، وحاكم ماساتشوستس الاسبق ميت رومني والقريب من القاعدة المحافظة والمتدينة في الحزب. وينتظر أن يحسم المرشحون قراراتهم قبل نهاية آذار مارس الجاري، وأن يبدأوا جمع التبرعات وتشكيل الفرق السياسية والاعلامية للحملة. وتبدو كلينتون في الصدارة لجهة جمع التبرعات أو تشكيل الفرق الاستشارية، اذ تستفيد من خبرتها الطويلة في البيت الأبيض كسيدة أولى لثماني سنوات وبعدها في الكونغرس، ونجومية زوجها بيل كلينتون في أوساط الرأي العام. وبرز صعود أوباما كأهم تحد لكلينتون على رغم افتقاده الخبرة في العمل السياسي الذي دخله منذ سنتين كنائب عن ولاية ايلينويز في مجلس الشيوخ. ويبرز من الجانب الجمهوري ماكاين وجولياني في ظل الصعوبات لدى كليهما في جذب القاعدة المحافظة والمتدينة والتي أوصلت بوش مرتين الى البيت الأبيض.