زحمة المرشحين الجمهورين للانتخابات الرئاسية الاميركية لخريف 2016، تمنح الراحة لفريق وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون المرشحة الأبرز عن الديموقراطيين. وبين انضمام «الكاوبوي» حاكم تكساس ريك بيري الى قائمة طويلة من مرشحي اليمين، ينتظر الرأي العام الاميركي إعلان جيب بوش منتصف حزيران (يونيو) ترشحه ليكون الاسم الأكثر ترجيحاً لخوض الانتخابات أمام كلينتون. السيدة الأولى سابقا أو «هيلاري» كما يناديها انصارها يحسدها الكثيرون على موقعها. استطلاعات الرأي تعطيها قفزة بنسبة 50 نقطة على منافسيها داخل الحزب الديموقراطي، وبمعدل 61 في المئة لكلينتون و11 في المئة لكل من المرشح الاشتراكي الميول بيرني ساندرز ونائب الرئيس جوزيف بايدن في المرتبة الثانية. وفي منافستها للجمهوريين تتقدم وفق استطلاع لمركز «كوينيباك» على جميع مرشحي اليمين او المحتملين منهم، بينهم جيب بوش (بنسبة 11 نقطة) والسناتور راند بول (عشر نقاط) والحاكم لولاية نيو جيرسي كريستي (12 نقطة). وأعطت هذه القفزة حملة كلينتون الفسحة المطلوبة لجمع التبرعات، والاستعداد لتجمع انتخابي ضخم هو الاول لها في نيويورك السبت المقبل، والتركيز على حشد أصوات الأقليات والليبراليين ومهاجمة خصومها بالجملة. وعلى عكس حملتها في 2008 تتجه كلينتون الى اليسار والسياسات الليبيرالية لدعم الطبقة الوسطى والفقيرة، وتُقلل حتى الآن من الاعتماد على زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وأمام هذا الواقع يبدو الحزب الجمهوري تائهاً بين اليمين المتشدد والوسط، ومحتاراً بين أكثر من عشرة مرشحين انضم اليهم هذا الاسبوع حاكم ولاية تكساس ريك بيري والسناتور ليندسي غراهام بعد كل من مايك هاكابي وبول وسكوت والكر وكريس كريستي وكارلي فيورينا وتيد كروز وبن كارسون وماركو روبيو وقريباً جيب بوش الأخ الأصغر للرئيس السابق جورج دبليو بوش مرشحاً قد يمثل الطبقة الثرية أولاً. وسيلقي بوش خطاباً حول الحملة الرئاسية المقبلة في 15 حزيران (يونيو) ليُعلن فيه بصورة رسمية ترشيحه الى البيت الابيض، بعد تململ في أوساط الحزب بسبب ترشح بيري قبله. وعلى حسابه في «تويتر»، كتب مرشح الرئاسة غير الرسمي والذي يتصدر حتى الآن استطلاعات الرأي لدى الجمهوريين، «آمل في ان تنضموا إليّ جميعاً للمشاركة في يوم مميز». وسيلقي بوش (62 سنة) خطابه في قاعة كندال بجامعة ميامي دايد. وسيقوم الحاكم السابق لفلوريدا الاسبوع المقبل بجولة اوروبية تشمل المانيا وبولندا واستونيا. وبإضفاء الصفة الرسمية على حملته، يوسع بوش قليلاً لائحة المرشحين للانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري ويبقى الأرجح لحصد اللقب لسببين: الاول تقدمه او اقترابه من الصدارة في معظم الولايات وثانياً نيله تأييد المؤسسة الحزبية والمتبرعين. ويستفيد بوش من موقعه في خط الوسط فيما يتنازع منافسوه على القاعدة الأكثر تشدداً. انما يبقى التحدي الأكبر أمامه هو حشد تأييد القاعدة اليمينية في الانتخابات التمهيدية على رغم مواقفه المؤيدة لاستيعاب المهاجرين غير الشرعيين وبقائه على الحياد في قضية الزواج المثلي. وستزيد حرارة السباق الرئاسي مع بدء المناظرات الجمهورية في بداية أيلول (سبتمبر) وعمل المرشحين على استكمال فرقهم الانتخابية. ويعتمد جيب بوش على مستشارين بعضهم من إدارة شقيقه سابقاً مثل بول وولفويتز أو من أيام والده مثل جايمس بايكر. أما كلينتون فيتوقع أن تنضم إليها المفاوضة في المحادثات مع إيران ويندي شيرمان بعد مغادرة منصبها الشهر المقبل، وأيضاً وجوه من ايام كلينتون مثل السفير السابق مارتن إنديك ومساعدها في الخارجية سابقاً جايك سليفان.