قال الرئيس العراقي جلال طالباني ل "الحياة"، انه سيطلب من الرئيس جورج بوش "المبادرة الى فتح حوار مباشر مع سورية حول العراق وباقي القضايا"، وذلك بعدما وجد "الجو في دمشق مناسبا لاجراء حوار كهذا". ومع تأكيده ان وزيري الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد والعراقي جواد البولاني وقعا اتفاقاً امنياً نص على "تبادل تسليم المطلوبين قضائيا"، قال انه يتوقع تنفيذ جميع الاتفاقات الموقعة وان "يساعدنا الجانب السوري في تسهيل مهمتنا في مكافحة الارهاب". وتحدث طالباني الى"الحياة"في ختام الزيارة الاولى لرئيس عراقي الى دمشق منذ تأسيس الدولتين. وصدر بيان ثنائي، تضمن الدعوة الى"جدولة انسحاب القوات متعددة الجنسية من العراق، وفقاً لقرار مجلس الامن 1546 وانهاء الوجود العسكري الاجنبي فيه"مع التأكيد على ان"امن اي من البلدين الشقيقين يؤثر في امن البلد الآخر". وقالت مصادر عراقية ل"الحياة"امس ان نقاشاً جرى بين الطرفين في شأن صياغة الفقرات المتعلقة بانسحاب القوات الدولية والموقف من الارهاب. وتضمن البيان الختامي"ادانة الجانبين لكل اشكال الارهاب التي تطول العراقيين ومؤسساتهم وبنيتهم التحتية ودور العبادة"من دون ذكر للمؤسسات العسكرية والامنية، كما اقترح الجانب العراقي. لكن الجانب السوري وافق على اقتراح عراقي لذكر القرار 1546 واضافة كلمة"العسكري"الى المطالبة بانهاء"الوجود الاجنبي"في العراق. وقال طالباني ل"الحياة"، في منزله في حي المزرعة، ان زيارته مع وفدين، وزاري ونيابي،"ارست اسساً راسخة للعلاقات الاقتصادية والامنية والسياسية. وللمرة الأولى يتكاشف المسؤولون الامنيون مع بعضهم بعضا لوضع الاسس اللازمة والضرورية لتطوير العلاقات في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات". وزاد ان اتفاقاً امنياً وقع بين وزيري الداخلية"اذ ان الهدف الاساسي للزيارة، مع الاهداف الاخرى، تحقيق الامن وكسب مساعدة سورية للعراق لتحقيق الامن والاستقرار فيه"، مشيرا الى ان الاتفاق تضمن"بنداً لتبادل تسليم المحكومين قضائيا". واوضح، رداً على سؤال، ان الطرفين السوري والعراقي"يؤكدان ضرورة التعاون الامني والاقتصادي والسياسي بينهما. لكن ايهما اولاً وايهما ثانياً؟ الموضوع مختلف بالنسبة الى البلدين. بالنسبة الى العراق، الموضوع الامني هو الاهم. الامن هو مفتاح العلاقات على كل المستويات. والاخوة في سورية، يشيرون الى مساعدة سورية في تحقيق الامن والاستقرار. لكن القضيتين السياسية والاقتصادية، هما الاهم. في النتيجة. الامران وجهان لعملة واحدة". وسئل عن مضمون لقائه مع السفير الاميركي زلماي خليل زاد، في شمال العراق قبل ثلاثة ايام من حضوره الى دمشق، فاجاب:"نعم كان هناك لقاء بيني وبين الصديق والاستاذ زلماي الذي جاء للسلام علي بعد عودته. اللقاء كان ودياً وصريحاً وهو لم يطلب ابداً منا عدم زيارة دمشق ولم يعترض على الزيارة، بل تمنى لنا النجاح فيها". واضاف رداً على سؤال آخر:"لم يحملنا اي رسالة... لكننا سنبذل من جانبنا كل ما استطعنا وكلما وجدنا فرصة لتحسين العلاقات السورية - الاميركية، ان اميركا حليفتنا وهي التي تساعدنا في النضال ضد الارهاب وضد المخاطر التي يتعرض لها العراق. وسورية ايضا حليفتنا واصبحنا على علاقة جيدة معها. ومن مصلحتنا ان تكون العلاقات بين حليفتينا، جيدة. بالتالي لا تكون منازعات ومشاكل بين هذين الصديقين السوري والاميركي". وعما سيقوله للرئيس بوش بعد عودته من دمشق، اجاب طالباني:"ساخبره ان هناك جواً مناسباً في سورية لاجراء الحوار والنقاش معها، وساشرح له ان الجو مناسب لاجراء حوار بين دمشق وواشنطن، وساشجعه على اخذ المبادرة لفتح الحوار مع دمشق"حول عدد من القضايا بينها العراق. وزاد:"عندما اتكلم مع الاخوة الاميركيين، اقول لهم ان من مصلحتهم ومصلحتنا اجراء حوار مع ايران وسورية وساواصل هذه السياسة". وعن الخطوات المقبلة في البرنامج السوري - العراقي، قال طالباني انه سيوجه دعوة رسمية الى الرئيس بشار الاسد لزيارة بغداد. وزاد ان اللجان الثنائية"ستستمر في محاولتها لتفعيل وتنفيذ الاتفاقات الموقعة. نتوقع ان يساعدنا الجانب السوري في تسهيل مهمتنا في مكافحة الارهاب. ونتوقع ان يكون الموقف السوري لاشراك المزيد من القوى في المصالحة الوطنية في العراق. اعتقد ان مؤتمر المصالحة سيعقد في بغداد، والمساعدة السورية واردة".