أكدت عمان سعيها الجدي إلى اللقب الأول في تاريخها، ببلوغها نصف نهائي دورة كأس الخليج الثامنة عشرة لكرة القدم، اثر فوزها على الكويت 2 -1 على استاد محمد بن زايد في نادي الجزيرة في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى. وسجل عماد الحوسني 8 وهاشم صالح 85 هدفي عمان، وفهد الرشيدي 83 هدف الكويت. حضر المباراة نحو 20 ألف متفرج، 10 آلاف منهم من العمانيين. وكانت عمان خسرت النهائي في النسخة الماضية أمام قطر 4 -5 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي 1-1، وتغلبت في نصف النهائي على البحرين 3 -2 . كما انه الفوز الثاني لعمان على الكويت صاحبة الرقم القياسي بتسعة ألقاب في دورات كأس الخليج، إلا ان التفوق الكويتي لا يزال كبيراً بتسعة انتصارات، فيما تعادل المنتخبان اربع مرات. يذكر أن مدرب عمان الحالي، التشيخي ميلان ماتشالا، كان قاد الكويت الى اللقب مرتين في"خليجي 13 و14"، كما أنها المرة الثالثة التي يقود فيها عمان في البطولة الخليجية. اعتمد ماتشالا على التشكيلة نفسها التي فازت على الإمارات في المباراة الأولى، بينما أجرى المحلي صالح زكريا تغييرات عدة في المنتخب الكويتي، الذي افتقد أيضاً جهود نجمه مساعد ندا، لحصوله على بطاقة حمراء ضد اليمن. كان المنتخب العماني الطرف الأفضل فنياً معظم فترات الشوط الأول، وحصل على فرص عدة للتسجيل، استفاد من واحدة منها وتقدم عبر عماد الحوسني، في حين تحمل المنتخب الكويتي عبء الحد من خطورة منافسه، ولم يشكل خطورة فعلية على مرمى حارس بولتون الانكليزي علي الحبسي. فعلياً، تحرك الكويتيون جيداً في الدقائق الأولى فقط، ثم غابت عنهم اي خطط تكتيكية، وبدا ان عدداً من لاعبيه يحتاجون الى مزيد من الخبرة بمواجهة منتخب عمان السريع والذي يتمتع لاعبوه بفنيات عالية. بداية المباراة كانت سريعة من الطرفين سعياً الى التسجيل الباكر الذي كان من نصيب عمان، حين استغل القناص عماد الحوسني خطاً دفاعياً فادحاً وأودع الكرة في الشباك. ففي الدقيقة الثامنة، أرسل الحارس الكويتي نواف الخالدي كرة إلى الجهة اليمنى حيث يعقوب الطاهر، الذي انطلق بها، لكن الحوسني تصدى له فحاول التراجع، لكن المهاجم العماني خطف منه الكرة وسار بها فحاول الخالدي التصدي له، فوضعها في المرمى الخالي. والهدف هو الثاني للحوسني في البطولة، بعد ان كان سجل هدفاً في المباراة الأولى ضد الإمارات، فتساوى مع السعودي ياسر القحطاني في صدارة ترتيب الهدافين حتى الآن. وبقي الإيقاع سريعاً من الطرفين خصوصاً من الكويتي، لكن من دون فرص خطرة على المرميين، اذ انحصرت معظم الألعاب في منطقة الوسط التي تسابق المنتخبان للسيطرة عليها. وسيطر العمانيون على المجريات في ربع الساعة الأخير لمحاولة إضافة هدف ثان، وكاد الحوسني يفعل ذلك في الدقيقة 35، إذ تدخل برأسه لمتابعة كرة من ركلة حرة من الجهة اليسرى، لكنه احتاج إلى سنتيمترات قليلة للمسها أمام المرمى مباشرة. وسدد خليفة عايل كرة قوية بيسراه من نحو 20 متراً التقطها نواف الخالدي على دفعتين 40. وكانت هناك بعض المحاولات للمنتخب الكويتي من حين الى آخر، خصوصاً عبر بدر المطوع ومحمد جراغ ووليد علي، لكنها افتقدت التركيز والخطورة. اختلف حال منتخب الكويت في نصف الساعة الاول من الشوط الثاني، بفضل التغييرات التي أجراها صالح زكريا، فحصل على بعض الفرص ونجح في إدراك التعادل، لكن الخطر العماني تجدد في الدقائق الأخيرة التي جاء فيها هدف هاشم صالح الرائع ليهدي منتخبه أولى بطاقات التأهل الى نصف النهائي. اولى فرص الشوط الثاني كانت من كرة قوية سددها احمد حديد، مرَّت قريبة جداً من القائم الأيسر للكويت 53، ثم سدد محمد جراغ كرة علت العارضة العمانية بقليل 60. وأشرك صالح زكريا نواف المطيري وحسين الموسوي بدلاً من وليد علي وفايز بندر، في محاولة لإعادة التوازن الى المباراة واقتناص هدف التعادل، فتحرك المنتخب الكويتي مجدداً وبادل العمانيين الهجمات، وكانت له فرصتان، الأولى عبر فهد الفهد الذي ارتقى لمتابعة كرة من الجهة اليمنى من بدر المطوع، لكنه تابعها فوق المرمى 68، ثم محمد جراغ الذي سدد كرة قوية على يمين مرمى الحبسي 68. وأنقذ الحارس الكويتي مرماه من هدف ثان، اثر هجمة مرتدة مرر على إثرها احمد حديد الكرة الى بدر الميمني داخل المنطقة، لكن الخالدي كان أسرع إليها 74. وأدركت الكويت التعادل من هجمة سريعة وصلت منها الكرة الى الجهة اليسرى حيث فهد الفهد، فحولها الى فهد الرشيدي الذي نكزها في المرمى مباشرة، مباغتاً علي الحبسي 83. وبينما سعى الكويتيون الى تسجيل هدف ثان، كان الرد العماني في الموعد قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي، بكرة صاروخية من هاشم صالح من نحو 30 متراً، استقرت في الزاوية اليسرى لمرمى الكويت