اعلنت ايران امس انها ستقدم قريباً، شكوى الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة، في شأن اعتقال القوات الاميركية خمسة ايرانيين تقول واشنطن انهم كانوا يدعمون المسلحين في العراق وتدعي طهران انهم ديبلوماسيون. واعتقل جنود أميركيون الايرانيين الخمسة في عملية استهدفت"مكتب اتصال"ايرانياً في مدينة أربيل الشمالية في 11 كانون الثاني يناير بعد ساعات من تعهد الرئيس جورج بوش بالتصدي"لتدفق الدعم"الايراني للمسلحين العراقيين. وتتهم واشنطنايران بتشجيع العنف في العراق، وهو اتهام تنفيه طهران، وتقول"ان المحتلين الاميركيين هم الذين يشيعون عدم الاستقرار في البلاد". وطالبت ايران بالافراج فورا عن الرجال الخمسة. وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في التلفزيون الرسمي"قريبا سنشكو الى مجلس الامن والامم المتحدة هذا التهور من قبل أميركا". ولم يحدد متى ستقوم ايران بهذا التحرك. وأضاف:"بدلاً من تأمين العراق تحقق أميركا أهدافا عشوائية"مشيراً الى أن الولاياتالمتحدة تريد أن تضع دول المنطقة في مواجهة مع ايران. وتتهم طهرانواشنطن بمحاولة تحريض الدول العربية على ايران. وزادت عملية الاعتقال، وهي اثانية من نوعها في شهر، التوتر بين واشنطنوطهران المتفاقم بالفعل بسبب برنامج ايران النووي الذي يقول مسؤولون أميركيون انه يهدف الى انتاج قنابل نووية. وتصر ايران على أن برنامجها مدني سلمي ولا يهدف الا لتوليد الكهرباء. من جهة ثانية قال محمد جعفري، المساعد في المجلس الاعلى للامن القومي الايراني،"ان الولاياتالمتحدة تسعى لإفساد العلاقات بين الحكومتين الايرانيةوالعراقية". واوضح في تصريحات نقلتها"وكالة الانباء الايرانية"انه توجه الى العراق"لمتابعة الملفات الجارية"في اعقاب، زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني الى طهران، وانه التقى مسؤولين عراقيين واكراداً من بينهم رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني"لمناقشة بعض المشاريع الانمائية وتسلل متمردين من العراق الى ايران ... وضرورة احلال الامن في العراق وسبل مكافحة المجموعات الارهابية". وقال جعفري"هاجم الاميركيون القنصلية ... في اربيل فيما كان الوفد الايراني يجري محادثات مع رئيس كردستان العراق وحكومتها". من جهته قال وزير الخارجية منوشهر متقي ان"هدف الاميركيين كان اعتقال المسؤولين الامنيين الايرانيين الذين توجهوا الى العراق من اجل تطوير التعاون في المجال الامني بين البلدين". واضاف ان نظيره العراقي هوشيار زيباري اكد له، في مكالمة هاتفية، انه"سيتم الافراج قريبا عن الديبلوماسيين الايرانيين". وقال علي الدباغ المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الحكومة العراقية تبذل"ما في وسعها من اجل اطلاق سراح الايرانيين المعتقلين"، نافياً ان يكونوا"ديبلوماسيين". واتهم جعفري الولاياتالمتحدة بالعمل على"تحميل ايران مسؤولية انعدام الامن في العراق ... وفشلها في هذا البلد، وهذا غير صحيح". وقال"ايران غير مسؤولة عن انعدام الامن لأنه ليس من المنطقي ان نساند الحكومة العراقية ونثير لها في الوقت نفسه متاعب". ولفت الى انه ليس هناك"اي ايراني بين الذين ينفذون عمليات انتحارية في العراق، انهم يتحدرون من دول المنطقة العربية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة". واتهم متقي اخيراً الولاياتالمتحدة بالعمل على"تأجيج نزاع بين الشيعة والسنة في المنطقة". ودعت ثماني دول عربية هي السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان ومصر والاردن الثلثاء ايران الى الامتناع عن التدخل في الشؤون العراقية، خلال اجتماع عقد في الكويت مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.