طهران – رويترز، ا ف ب، وكالة «إرنا»، قناة «العالم» – أعدّت ايران «استقبال الابطال» لديبلوماسييها الخمسة الذين عادوا الى طهران امس، بعد افراج القوات الاميركية عنهم الاسبوع الماضي إثر احتجازهم سنتين ونصف السنة في العراق. واكدت إيران ان اطلاقهم لن يؤثر على العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وهددت بملاحقة واشنطن قضائياً معتبرة أنها «انتهكت القوانين الديبلوماسية». وبثت قناة «برس تي في» الرسمية الايرانية الناطقة بالانكليزية مباشرة مشاهد وصول الديبلوماسيين الخمسة الى مطار مهر اباد في طهران، حيث كان وزير الخارجية منوشهر متقي ومسؤولون آخرون في استقبالهم، وقُدمت لهم باقات الزهور لدى نزولهم وهم يلوحون بأيديهم، من طائرة تابعة لشركة «مهان إر» الايرانية الآتية من العراق. وأفاد التلفزيون الايراني بأن احد الديبلوماسيين المفرج عنهم جلس محتضناً ابنته الصغيرة، فيما ردد بقية افراد العائلة «الموت لأميركا». واشاد متقي ب «مقاومة» الديبلوماسيين الخمسة خلال فترة احتجازهم «الوحشي وغير الإنساني». وقال في مطار طهران: «أنوّه بمقاومتكم الشجاعة التي تشكل مثالاً لمقاومة الامة الايرانية». واضاف أن «احتجاز القوات الاميركية في العراق الديبلوماسيين الإيرانيين، يتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية، وتحتفظ ايران لنفسها بلا شك بحق المتابعة القضائية لهذا العمل الوحشي الذي بدأ في عهد ادارة (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش واستمر للأسف على مدى ستة أشهر من عهد الادارة الحالية». وزاد: «نأمل بأن تتم متابعة الإجراء (الاميركي) في الاممالمتحدة والهيئات ذات الصلة». واكد الناطق باسم الخارجية الايرانية حسن قشقاوي أن «عملية الإفراج هذه تأتي في اطار الاتفاقية الأمنية العراقية - الاميركية، ولن يكون لها أدنى تأثير على العلاقات بين ايرانوالولاياتالمتحدة». وأضاف: «على كل حال، بإمكان الدائرة القضائية في وزارة الخارجية أن تتابع قضائياً في اطار محدد، موضوع احتجاز الديبلوماسيين الإيرانيين، عبر الاستعانة بخبراء قانونيين بارزين». واعتبر ان «الهجوم على مقر ديبلوماسي وخطف الديبلوماسيين وحجزهم لأكثر من سنتين ونصف السنة، لا شك يُعد انتهاكاً للحقوق الديبلوماسية المنصوص عليها. والجمهورية الاسلامية تحتفظ بحقها في المتابعة القضائية وانتهاك أميركا القوانين الديبلوماسية». ونقلت قناة «العالم» الايرانية عن متقي قوله ان الرئيس الاميركي باراك «أوباما يعيش في ظروف صعبة جداً وجاء الى السلطة بوعود كثيرة والشعب الاميركي ينتظر منه علاقات جدية مع العالم، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها اميركا نتيجة الازمة المالية العالمية، اضافة الى الوضع الاميركي الصعب في افغانستان». واضاف ان «الشعب الاميركي يعرف انه لا يمكن ان يتحقق شيء من خلال الكلام، واذا ارادت اميركا ان تحقق اي تقدم في اي ملف، عليها ان تنتبه الى الوقائع، وقضايا المنطقة معقدة جداً». وزاد: «على الولاياتالمتحدة ان تدرك انها ارتكبت العديد من الاخطاء، وان تتدارك الموقف وتصحّح تلك الاخطاء وتترجم اقوال الرئيس الاميركي الى واقع عملي». وشدد على ان «طهران لم تشهد حتى الآن اية خطوات ملموسة من الادارة الأميركية، وهناك تناقض بين تصريحات أوباما وافعاله». والايرانيون الخمسة وهم محسن باقري ومحمود فرهادي ومجيد قائمي ومجيد داغري وعباس جمي، اعتقلوا في 11 كانون الثاني (يناير) 2007 في اربيل في كردستان العراق، واتهمتهم القوات الاميركية بأنهم اعضاء في «قوة القدس» التابعة ل «الحرس الثوري» الإيراني وبأنهم زودوا المتمردين أسلحة وحرضوا على تنفيذ عمليات ضد قوات التحالف. واعلنت طهران لدى اعتقالهم، عن عملية دهم ليلية ل «قنصليتها» في اربيل، لكن وزارة الدفاع الاميركية نفت ان يكون للمبنى اي صفة ديبلوماسية. وحرص البيت الابيض الاسبوع الماضي على التوضيح ان الإفراج عنهم، لا يمثل مبادرة باتجاه طهران. وقال المسؤول الاميركي دنيس ماكدونو ان اطلاق الايرانيين الخمسة «مجرد قرار يستند» الى الاتفاقية الأمنية الموقعة مع بغداد في عام 2008. وتنص الاتفاقية الأمنية التي بدأ سريانها في كانون الثاني (يناير) الماضي، على وجوب أن تنقل الولاياتالمتحدة إلى الحكومة العراقية في صورة تدريجية، أكثر من عشرة آلاف محتجز لديها كي توجه لهم اتهامات في محاكم عراقية أو تفرج عنهم.