ازدادت حدة التوتر في اقليم كردستان نتيجة عوامل داخلية واقليمية. وشهدت مدينة كركوك، خصوصاً، توتراً في ظل موجة تفجيرات استهدفت التركمان، في الوقت الذي تستعد فيه كل القوميات، في هذه المدينة الغنية بالنفط، لعام"الحسم"، اي الاستفتاء على حق تقرير المصير وفقاً لاحدى المواد الدستورية. ومع تعزيز ايران وجودها العسكري على معابر حدودية مع الاقليم الكردي، هدد سياسيون اتراك بالتدخل العسكري في شمال العراق"لسحق المتمردين الاكراد الاتراك"المختبئين هناك من جهة ولحماية التركمان في كركوك الذين يشكون من تعرضهم للاضطهاد من جانب الأكراد. واتهم القيادي في"الاتحاد الوطني الكردستاني"رئيس مجلس محافظة كركوك رزكار علي"اعداء العراق والعملية السياسية بالسعي الى اثارة مشاكل بين الشيعة والسنة او بين العرب والاكراد او بين الاكراد والتركمان"في المدينة. واضاف ان"تدخل دول الجوار في الشأن العراقي وعقدها مؤتمرات موجهة ضد الشيعة او الاكراد يساهم بشكل كبير في تصعيد الاعمال الارهابية خصوصا في كركوك". وحمّل مسؤولية اعمال عنف"جماعات تحمل بصمات التطرف ومدعومة من دول اقليمية وجماعات مرتبطة بالصداميين والبعثيين لإفشال عملية اعادة الاعمار". وقال ان"قضية كركوك لها حلول وآليات وفق المادة 140 من الدستور وهي شأن داخلي لا يحق لأي دولة ان تقف بوجهه، وعلى هذه الدول ان تقف الى جانب المشروع الديموقراطي". وتنص المادة 140 على"تطبيع الاوضاع واجراء احصاء سكاني واستفتاء في كركوك واراض اخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها وذلك قبل 31 كانون الاول ديسمبر 2007". ويطالب الاكراد بإلحاق كركوك باقليم كردستان الامر الذي يرفضه العرب والتركمان. ولفت جمال شان عبدالله، القيادي في"الجبهة التركمانية"، الى ان"هناك مخططات لاجبار التركمان على الرحيل عن المدينة". وقال"تم استهداف التركمان بأحيائهم واعمالهم مثل مركز التساهل التجاري ومعرض عادل وحي القورية ومراكز ثقافية فضلاً عن التهديد المبرمج للاغنياء بدفع اتاوات وفي حال الرفض يتم تفجير دورهم او محلاتهم فيغادرون الى تركيا او سورية". واتهم"اطرافا سياسية بالسعي الى تقويض وجود التركمان واجبارهم على الرحيل من كركوك بغية ضمان ضمها الى مشروعها التوسعي". وحذرت"الجبهة التركمانية"من مغبة"السياسات التعسفية التي تتبعها بعض الاحزاب في المدينة بهدف توطين أكبر عدد من الاكراد فيها استعدادا للاستفتاء المزمع اجراؤه لضمها الى اقليم كردستان". ودعت الادارة الاميركية الى"العمل على تأجيل الاستفتاء". من جهتهم دعا شيوخ العشائر العربية الى الوقوف بوجه هذه الاعمال والمساعدة في حماية التركمان. وقال الشيخ عبدالرحمن منشد العاصي ابرز وجهاء عشيرة العبيد ان"العمليات التي بدأت في مستهل العام الحالي كانت تستهدف مباشرة شخصيات واحياء تركمانية ورموزا معروفة ودفعت بالتركمان الى الخوف". وكان وزير الخارجية التركي عبدالله غل اعلن الخميس ان بلاده لا تستطيع تجاهل مصلحة الاقلية التركمانية في شمال العراق التي تتحدر من اصول تركية وتشكو من تعرضها للاضطهاد من جانب الاكراد. وبدأ النواب الاتراك مناقشة حول العراق يتوقع ان تستأنف في جلسة سرية الثلثاء المقبل. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أعلن الثلثاء رفضه لأي تغيير للبنية الديموغرافية في كركوك. ويواصل السياسيون الاتراك تهديداتهم بالتدخل العسكري في شمال العراق"لسحق المتمردين الاكراد الاتراك"المختبئين هناك اذا اخفقت القوات الاميركية في احتوائهم، وهو أمر مؤكد على ما يبدو. الى ذلك، اعلنت ماموستا عزيز، مسؤولة في وزارة شؤون قوات البيشمركة في اقليم كردستان، ان ايران تعزز وجودها العسكري على معابر حدودية مع اقليم كردستان، خصوصاً"في سيران بند وباشماخ، وهما معبران حدوديان في منطقتي بينجوين 125 كلم شمال السليمانية". واضافت ان"نحو 100 جندي ايراني وصلوا الى منفذ باشماخ قبل يومين كما وصلت قوة مشابهة الى منفذ سيران بند". من جهة ثانية اشارت مصادر كردية الى"تعزيزات ايرانية في منطقة بردة رش، قرب قلعة دزه 180 كلم شمال السليمانية، بقوات اضافية مدعومة بمختلف انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة". وتعتبر نقطة باشماخ الحدودية المنفذ الرئيسي والاهم للتبادل التجاري بين اقليم كردستان وايران، بالاضافة الى استخدامها كنقطة عبور الى الاقليم للمسافرين القادمين من دول اوروبية. الى ذلك، اتهم شقيق زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان السلطات التركية بمحاولة اغتياله قبل ايام عبر تفجير منزله في اقليم كردستان العراق. وقال عثمان اوجلان:"بعثت تركيا بشخصين مشتبه بهما وخططت لاغتيالي في بلدة كويسنجق 119 كلم غرب السليمانية الاسبوع الماضي". واضاف:"حاول هؤلاء تفجير منزلي لكن قوات الامن في الاقليم اعتقلتهما". وأكد مصدر في جهاز الامن الكردي طلب عدم ذكر اسمه ان"قوات الامن اعتقلت شخصين، من اكراد تركيا، بحوزتهما 10 كلغ من مادة تي ان تي الشديدة الانفجار".