واشنطن - أ ب، رويترز - اقترب المشرعون الأميركيون من إصدار قرار يعطي الرئيس جورج بوش تفويضاً برلمانياً طلبه لخوض حرب على العراق، لكنهم سعوا إلى الحد من التفويض ارضاء للنواب الديموقراطيين الذين أبدوا عدم ارتياح إلى عزم بوش على "استعادة الأمن في المنطقة". في غضون ذلك، طالب نائبان أميركيان بارزان إسرائيل بعدم التدخل في الحرب على العراق، فيما حذر آخرون من حرب عربية - إسرائيلية. وقال نواب من الحزب الديموقراطي في مقابلات تلفزيونية ليل الأحد إن الرئيس الأميركي الذي قدم مشروع قانون إلى الكونغرس في شأن الهجوم على العراق، بحاجة إلى توضيح خططه أكثر للحصول على تأييد داخلي ودولي لأي عمل عسكري ضد العراق. ويقضي المشروع الذي اقترحه بوش ب"تفويض الرئيس استخدام كل الوسائل التي يراها مناسبة، ويشمل ذلك القوة، من أجل الدفاع عن مصالح الأمن القومي الأميركي ضد التهديد الذي يشكله العراق، واستعادة السلام والأمن الدوليين في المنطقة". وقال السناتور كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس إن المشروع "شمولي أكثر من اللازم، وليست هناك حدود للصلاحيات الرئاسية" التي يقترحها. وتابع ليفين الذي ينتمي إلى الحزب الديموقراطي في تصريحات إلى قناة "فوكس" الاخبارية: "يجب ادخال بعض التعديلات. المشروع ليس محدوداً بموضوع العراق". ولاحظ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس السناتور الديموقراطي جوزيف بادن ان الاحتفاظ بكلمة "المنطقة" في القرار "سيسجل سابقة"، ودعا إلى ادخال تعديلات على المشروع. لكن نواباً جمهوريين دعوا إلى تأييد المشروع كما ورد من البيت الأبيض. تحذير وقال السناتور تشاك هيغل: "هذه تعريفات مهمة جداً، لأنها ستقود الرئيس وهذه الأمة ربما إلى الحرب"، لكن هؤلاء النواب لم يرفضوا اجراء تعديلات في اللغة ما دام ذلك سيساعد في إقرار المشروع سريعاً. ويريد البيت الأبيض صدوره قبل انتهاء الدورة الحالية للكونغرس في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وحذّر أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ من أن الهجوم الأميركي المنفرد على العراق من شأنه أن يجر إسرائيل إلى الحرب ما سيؤدي إلى حرب عربية - إسرائيلية. وقال السناتور جوزيف بايدن إنه إذا اشترك الإسرائيليون في الحرب "ستكون عربية - إسرائيلية". ورد بايدن وغيره في برنامج تلفزيوني على تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أبلغ إدارة بوش أن إسرائيل سترد إذا هاجمها العراق. ولكن مصدراً في مكتب شارون شكك في التقرير، وأكد أن السياسة المتبعة تركز على أن الدولة العبرية تحتفظ بحقها في الرد. وأضاف المصدر أن ذلك "لا يعني بالضرورة شن هجوم". إسرائيل وامتنع وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز خلال لقاء مع شبكة "سي. ان. ان" عن تحديد ما ستفعله تل أبيب في حال شن العراق هجوماً. لكنه أكد أن إسرائيل "ستنسق ردها مع الولاياتالمتحدة. لسنا من يقول لأميركا ما عليها فعله. نتفهم أن لا تندلع حربان ولن تكون هناك قيادتان علييان. إذاً مهما حصل، يجب التنسيق". وقال بادين في مقابلة مع شبكة "سي. بي. اس": "إذا ردت إسرائيل على الهجوم، لن يكون بإمكان أي دولة إسلامية أن تساند الجهود الأميركية ضد العراق، ولو من وراء الكواليس". وحذر من أنه "ربما تحرق كل سفارات أميركا في الشرق الأوسط بمجرد بدء الأمر". أما السناتور ريتشارد شيلبي عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، فحذر من أن أي رد من الإسرائيليين قد يعني "حرباً واسعة في الشرق الأوسط". وأضاف في تصريحات إلى الشبكة ذاتها: "سنبدو بمظهر من يقاتل جنباً إلى جنب مع إسرائيل ضد كل المصالح العربية، ويمكن أن تنتشر الحرب". ودعا بايدن الرئيس بوش إلى تركيز الأمر على هدفه المعلن، وهو تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، وأضاف: "يجب أن يكون هذا منطق التحرك الذي نستخدمه على المستوى الدولي إذا تحركنا، وليس الأفكار الجديدة الخاصة بتغيير النظام، إذذاك ما الذي نقوله للإسرائيليين. إذا كان هذا هدفنا من التحرك، ما هو الضغط الذي تمكننا ممارسته على إسرائيل لئلا تفعل شيئاً من شأنه أن يحيل الأمر إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط". وتكهن عضوا الكونغرس بأن تتحرك الولاياتالمتحدة ضد العراق العام المقبل. وقال رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب هنري هايد جمهوري في مقابلة بثتها شبكة "سي. ان. ان" ان "على الإسرائيليين أن يلزموا الحياد تجنباً للعواقب المحتملة في المنطقة. إذا ارسلوا طائرات وقوات أو قصفوا العراق، سيجد العالم العربي برمته سبباً لينتفض ويزيد بطريقة مبررة في ذهنه مستوى العنف ضد إسرائيل، وذلك لخدمة أهدافه الخاصة على الأقل".