دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حكومته إلى إعادة النظر في العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب تأكيد ديوان الرئاسة الايرانية، مشدداً على أن الحكومة مكلفة ان تسرع في برنامج ايران النووي السلمي وأن تعيد النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "طبقاً لمصالح الشعب الايراني". جاء طلب الرئيس الايراني بعد قرار مجلس الامن الشهر الماضي فرض عقوبات على ايران، وبعدما صادق مجلس الشورى الاسلامي في 27 كانون الاول ديسمبر الماضي على قانون في هذا الشأن ووافق عليه مجلس صيانة الدستور. وتعرض نجاد لانتقادات الصحافة ونواب إيرانيين لزيارته الى اميركا اللاتينية فيما التوتر يتصاعد في المنطقة. وكتبت صحيفة"اعتماد ملي"الاصلاحية:"فيما تجري كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية وهي تحمل معها الملف النووي، مشاورات مع البلدان العربية والاسلامية المجاورة لإيران ينشد الرئيس الايراني نصر الاشتراكية في أميركا اللاتينية الى جانب الأبناء الروحيين لسيمون بوليفار وأصدقاء فيدل كاسترو". وأضافت الصحيفة ان"الولاياتالمتحدة تطوقنا. وأكبر قوة جوية بحرية للولايات المتحدة موجودة في الخليج الفارسي والوضع في العراق وأفغانستان واضح وعلاقاتنا مع الدول العربية في المنطقة وبخاصة السعودية والإمارات العربية او الاردن تتراجع". وسألت الصحيفة احمدي نجاد:"هل تعتقدون حقاً أن أشخاصاً مثل هوغو تشافيز ورافاييل كوريا ودانيال اورتيغا في إمكانهم ان يكونوا حلفاء استراتيجيين لإيران؟". وأضافت:"هؤلاء الاصدقاء اليساريون جيدون... لكن ليس لتحديد أولويات أمنية وسياسية ودولية واقتصادية". لكن صحيفة"رسالات"المحافظة دافعت عن الرئيس باعتبارها أن وجوده"في موقع نفوذ الولاياتالمتحدة والاستقبال الحار الذي لقيه يغضبان الرئيس الاميركي جورج بوش وأصدقاءه". كذلك انتقد عدد من النواب حتى في فريق المحافظين زيارة احمدي نجاد فيما تأخرت الحكومة في إعداد الموازنة. وقال النائب المحافظ محمد كوش شهريه ان"البرلمان سيطالب بدوره الرئيس بتوضيح موقفه من الوقت الذي اختير والبلدان التي اختيرت وبشأن ضرورة القيام بهذه الزيارة في الوضع الراهن", موضحة ان هذه الزيارة لم تكن"مبررة". واختتم الرئيس الايراني الذي يسعى إلى حشد دعم حلفاء في مواجهة الولاياتالمتحدة، أمس جولة في اميركا اللاتينية. وأعلنت الرئاسة الجزائرية ان توقف طائرة نجاد في الجزائر الذي كان مقرراً أمس في طريق عودته من الاكوادور ألغي. وأوضح مسؤول في الرئاسة ان السلطات الجزائرية تبلغت ليل الاثنين - الثلثاء ان احمدي نجاد لن يتوقف في الاراضي الجزائرية. ولم ترشح اي معلومات عن اسباب هذا الالغاء. وكان يفترض ان يلتقي احمدي نجاد خلال توقفه بنظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة للبحث في الملف النووي الايراني. طائرة تجسس أميركية في غضون ذلك، قال النائب الإيراني نظام مولا هويزه ان القوات العسكرية الايرانية نجحت في اسقاط طائرة تجسس اميركية من دون طيار في منطقة دشت آزادغان في اقليم خوزستان الحدودي جنوبايران، مشيراً إلى أنها من الطراز الذي ترسله الولاياتالمتحدة بين مدة وأخرى إلى الأجواء الإيرانية. تزامن ذلك مع تأكيد سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام القائد السابق لقوات حرس الثورة الاسلامية محسن رضائي ان الرئيس الاميركي جورج بوش"بدأ العمل على تطبيق مخطط هجومي ضد ايران، وهذه المرة الاولى خلال ولايته الرئاسية التي تطبق فيها مخططات كهذه في شكل سري". واعتبر رضائي ان"الغموض الذي احاط بالاستراتيجية الجديدة لبوش يوحي بأن الرئيس الأميركي يريد تنفيذ أمر مع ايران يفوق قدراته". المفاوضات على صعيد آخر، لفت رضائي الى ان مفاوضات كبير المفاوضين في الملف النووي علي لاريجاني مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا"يمكنها فتح باب استمرار المفاوضات النووية لأننا تجاوزنا موضوع العقوبات، خصوصاً ان المفاوضات السابقة كانت وصلت الى مرحلة متقدمة وجيدة". الى ذلك، رأى السفير الالماني في طهران هوبرت هونزفيتس ان"ايجاد حل سلمي للملف النووي الايراني يشكل أحد التحديات الفورية امام الاتحاد الاوروبي خلال الرئاسة الالمانية". واعتبر استئناف المفاوضات بين لاريجاني وسولانا"بداية جيدة لحل الازمة النووية".