اتفق زعماء الميليشيات في الصومال أمس على دمج قواتهم في جيش وطني واحد لإشاعة الاستقرار في الدولة التي تسودها الفوضى، إلا أن قتالا خارج القصر الرئاسي حيث كانوا مجتمعين أظهر مدى صعوبة هذه المهمة. واندلع قتال بين قوات الحكومة التي تحرس مقر الرئيس ورجال ميليشيات حاولوا شق طريقهم بالقوة الى داخل المقر مما أدى الى مقتل بضعة أشخاص. وقال الناطق باسم الحكومة عبدالرحمن ديناري ان"زعماء الميليشيات وعدوا بتسليم أسلحتهم وميليشياتهم الى الحكومة". وأضاف ان عناصر ميليشيات حاولوا شق طريقهم بالقوة الى داخل"فيلا الصومال"التي كانت مقراً رئاسياً للديكتاتور محمد سياد بري حتى الاطاحة به عام 1991، وتابع:"تلا ذلك قتال استمر نحو أربع دقائق". وأوضح أن اثنين من عناصر الميليشيات قتلا وأربعة جرحوا، في حين قال حليف لزعيم ميليشيا ان سبعة من افراده قتلوا و11 أصيبوا. وتتولى قوات اثيوبية وأخرى تابعة للحكومة الصومالية حراسة الفيلا التي وصل اليها الرئيس عبدالله يوسف يوم الاثنين في أول زيارة يقوم بها الى المدينة منذ عام 1994 على رغم انتخابه رئيساً قبل عامين. وأطاحت القوات الاثيوبية وقوات الحكومة الصومالية الاسلاميين في هجوم خاطف في أواخر كانون الاول ديسمبر. ويلوذ الاسلاميون الآن بالفرار. وقالت منظمة الاغاثة البريطانية"أوكسفام"، أمس، ان هجمات جوية لتعقّب الإسلاميين وحلفائهم المشتبه بهم من"القاعدة"في منطقة افمدو في جنوبالصومال قتلت بطريق الخطأ 70 شخصاً من البدو الرعاة. وأضافت:"بمقتضى القانون الدولي يتعين التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية". وتابعت:"ضربت قنابل موارد مياه حيوية فضلاً عن مجموعات كبيرة من البدو وقطعانهم كانوا يحتشدون حول نيران اشعلوها لابعاد البعوض في اثناء الليل". وفي حين أشارت مصادر صومالية إلى سقوط عشرات القتلى، لم يرد تأكيد من مصدر مستقل. وتنفي كل من اثيوبيا والولايات المتحدة ضرب المدنيين. وأرسلت واشنطن طائرة حربية إلى الصومال يوم الاثنين في محاولة لقتل مشتبه فيهم من تنظيم"القاعدة". كما قصفت الطائرات الاثيوبية المنطقة على مدار أيام. وأوردت صحيفة"واشنطن بوست"أمس أن فريقاً صغيراً من افراد الجيش الأميركي دخل جنوبالصومال بعد الهجوم الجوي الذي وقع الاثنين في محاولة لتحديد من قتل فيه من أفراد"القاعدة"المشتبه فيهم. وإذا كان ذلك صحيحاً فسيكون اول دخول معلن لقوات أميركية إلى الصومال منذ بعثتها لحفظ السلام في التسعينات التي انتهت بعدما اسقطت ميليشيات محلية طائرتين من طراز"بلاك هوك"في مقديشو. وقتل مئات الصوماليين و18 جندياً اميركياً في المعركة. وفي أديس ابابا، دعا وزير الخارجية الاثيوبي سيوم ميسفين الأسرة الدولية والجهات المانحة الى اغتنام"فرصة تاريخية"لارساء الاستقرار في الصومال. ونقلت وسائل الاعلام الاثيوبية أمس عن ميسفين قوله الخميس في اجتماع مع السفراء المعتمدين في اثيوبيا، ان التطورات الأخيرة في الصومال لا سيما فرار الاسلاميين بعد التدخل العسكري الاثيوبي، تشكل"فرصة فريدة وتاريخية" للصومال.