اجتمع وزير الشؤون الخارجية في اثيوبيا مع كبار المسؤولين في الحكومة الانتقالية الهشة في الصومال أمس بهدف المساعدة في حل الأزمة السياسية المتصاعدة. وتخلى 40 مسؤولاً رفيعاً الاسبوع الماضي عن مناصبهم في الحكومة الصومالية وعزا معظمهم ذلك الى تردد رئيس الوزراء علي محمد جدي في التواصل مع الإسلاميين الذين يسيطرون على مناطق شاسعة في جنوبالصومال. واثيوبيا هي أقوى حليف إقليمي للحكومة الصومالية، لكن الأنباء التي أفادت أنها أرسلت قوات لحماية الحكومة أثارت غضب الإسلاميين. وقال الناطق باسم الحكومة الصومالية عبدالرحمن ديناري ل"رويترز":"وصل الى بيداوة صباح اليوم أمس وفد اثيوبي برئاسة وزير الخارجية سيوم مسفين وعقد اجتماعاً مغلقاً مع الرئيس عبدالله يوسف". وأضاف أن الوفد"جاء لحل الخلافات بين كبار المسؤولين في الحكومة". وقال ديناري إن الوفد عقد اجتماعاً منفصلاً مع جدي. وكان رئيس الوزراء الصومالي اجتاز بفارق ضئيل تصويتاً حاسماً على الثقة الأسبوع الماضي ويتعرض لضغوط متزايدة للاستقالة. وأضاف ديناري:"هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها وفد على مستوى عال للحكومة الاثيوبية يرأسه الوزير سيوم مسفين مع الحكومة الانتقالية منذ انتقالها الى الصومال". وقال:"كانت المشاورات خلف أبواب مغلقة. لا يعرف أحد ما أسفرت عنه". ويقول ساسة ان الحكومة منقسمة بين يوسف ورئيس البرلمان شريف حسن من جهة ورئيس الوزراء محمد علي جدي الذي طلب تأجيل المحادثات المقترحة مع الإسلاميين. وكشف الإسلاميون عن مدى ضعف الحكومة المتمركزة في بلدة بيداوة الاقليمية عندما استولوا على مقديشو من زعماء ميليشيات في حزيران يونيو. ويصدّق الكثير من الصوماليين الأنباء التي أفادت بوصول قوات اثيوبية ويلقون باللوم على جدي في نشرهم عبر الحدود. ونفت اثيوبيا ارسال قوات الى الصومال. وقال الشيخ حسن ضاهر عويس الزعيم الاسلامي الأكثر نفوذاً ان جماعته لن تدخل في مفاوضات إلا بعد أن تسحب اثيوبيا قواتها من الأراضي الصومالية. وقال عويس ان اجتماعات اليوم تدل على أن حكومة بيداوة"حكومة يقودها الاثيوبيون"، ودعا المجتمع الدولي الى مطالبة اثيوبيا بعدم التدخل في الشؤون الصومالية. وقال عويس ل"رويترز"عبر الهاتف من قاعدته في منطقة جالجادود:"اذا لم يعمل العالم على وقف التدخل الاثيوبي سيتعين علينا ان نفعل شيئاً حيال ذلك". وتابع:"سنجري مناقشات بيننا وإن شاء الله سنرى ما يمكننا القيام به".