أعلن حاكم ولاية نيو مكسيكو الاميركية بيل ريتشاردسون انه حصل على موافقة الرئيس عمر البشير وقادة المتمردين في دارفور على هدنة لمدة ستين يوماً، واجراء محادثات بين الطرفين بحلول منتصف آذار مارس المقبل. وقال ريتشاردسون للصحافيين في الخرطوم مساء أمس عقب لقاء ثان مع البشير، ان الرئيس السوداني ابلغه موافقته على دعم الأممالمتحدة للقوة الافريقية في دارفور عبر ثلاث مراحل تنتهي بنشر قوة مختلطة من المنظمة الدولية والاتحاد الافريقي في الاقليم، وفتح ممرات الاغاثة وتسهيل نشاط المنظمات الانسانية، والسماح للصحافيين الاجانب بزيارة الاقليم بلا عوائق، ونزع سلاح الميليشيات، وعدم طلاء الطائرات العسكرية الحكومية باللون الابيض مما يجعلها مشابهة لطائرات الاتحاد الافريقي التي تراقب وقف النار هناك. في غضون ذلك، اجرى مبعوث الأممالمتحدة إلى دارفور يان الياسون محادثات مع المسؤولين في الخرطوم أمس اتفق خلالها على"خريطة طريق"تشمل سقفاً زمنياً من أجل التوصل إلى تسوية سياسية لأزمة دارفور قبل حلول أيار مايو المقبل. وقال الياسون للصحافيين عقب محادثات مع مستشاري الرئيس الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل والدكتور مجذوب الخليفة ووزير الخارجية الدكتور لام اكول انه سيعمل بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي في اتجاه حل سياسي لأزمة دارفور يحفظ سيادة السودان ويستند إلى اتفاق أبوجا الموقع بين الحكومة و"حركة تحرير السودان"بزعامة كبير مساعدي الرئيس مني اركو مناوي، وشدد على أهمية تهيئة الأجواء للمحادثات بوقف اطلاق النار بين أطراف النزاع. وأضاف ان اتفاق ابوجا يكمل عامه الأول في أيار"وأتوقع سلاماً شاملاً في دارفور قبل أيار المقبل". وأفاد مستشار الرئيس الدكتور مصطفى اسماعيل انه بحث مع الياسون معالجة ازمة دارفور سياسياً. وأضاف انه اتفق مع مبعوث المنظمة الدولية على ضرورة وضع"خريطة طريق"تشمل جدولاً زمنياً للتوصل الى حل سياسي خلال الشهور الستة المقبلة. وفي نيويورك، أكد التقرير الشهري للأمين العام للأمم المتحدة في شأن دارفور أن الوقت حان للسودان"لإزالة كل العقبات الفنية والقانونية التي تحول دون تقديم الأممالمتحدة المساعدة للاتحاد الافريقي وإعادة تأكيد التصريح العلني بالتعاون مع الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة"، معتبراً أن ذلك يتطلب"العمل العاجل"من الجميع. واعتبر التقرير الذي أعده الأمين العام السابق كوفي أنان قبل مغادرته منصبه، أن استمرار السودان"في رفض نشر قوات الأممالمتحدة لدعم عملية بعثة الاتحاد الافريقي تحت شعار السيادة، يؤدي إلى تواصل الهجمات والتجاوزات التي لم يعد بالإمكان التسامح معها". وتعهدت الأممالمتحدة أنها ستفعل كل ما في وسعها لمساعدة قيادة بعثة الاتحاد الافريقي في السودان بدعم جهودها الرامية الى جعل نظام وقف اطلاق النار أكثر فعالية.