تنتشر في بغداد ظاهرة مطاعم الأرصفة او المطاعم الجوالة او كما يسميها اصحابها"مطاعم الهواء الطلق"بعد إغلاق المطاعم الكبرى أبوابها إثر تهديدات تلقاها أصحابها في الأحياء الراقية في العاصمة، كما في الكرادة والمنصور وزيونة. وتحولت الارصفة والشوارع المغلقة والطرق الفرعية مصدر رزق للشباب العاطلين من العمل، لاسيما اولئك الذين يضطر صاحب"المطعم الراقي"الى تسريحهم بعد إغلاق المطاعم والهروب الى شمال العراق او الى سورية والاردن تاركاً"عمّاله"بلا معيل. ويجد عاملون في هذا النوع من المطاعم أن المطعم المتحرك يوفر حرية التنقل لمالكه في بلد يشهد تردياً في الاوضاع الأمنية. محسن منير الذي يملك مطعماً للكباب العراقي في حي الغدير في بغداد ليقول:"افترش الارض منذ سنة وبضعة أشهر بعدما أغلق مطعمنا الراقي بالمنصور إثر خطف مسلحين إبن صاحب المطعم"، ويضيف:"أنا مرتاح لأن هذا المطعم يوفر لقمة العيش لعائلتي وفي لحظة الخطر اتركه لأذهب الى مكان آخر". هذا الرصيف ملك لكل الناس ونحن لم نستثمره بصورة خاطئة". ويقول إنه يمكن"عربة متنقلة يقودها ابني لبيع سندويشات البيض واللحم في كراج باب المعظم الذي يعج بالمسافرين والطلاب". ويلفت صاحب مطعم متنقل لبيع"الهامبرغر"و"الهوت دوغ"الى ان مأكولاته أنظفپمن مأكولات مطاعم الدرجة الاولى والثانية مشككاً بان هذه المطاعم تشتري اللحوم الرخيصة. ويرى أن هذه المطاعم المتنقلة تتيح فرصة للعمل الحر، فالثمن زهيد مع عدم وجود ايجارات ومع قلة النفقات على رغم ان سلبياتها تنحسر في انسداد الرصيف وتجمع الاوساخ والاوبئة والحشرات التي تنبعث من الدهون المتطايرة وبقايا الطعام. لذلك يعمد الكثير من اصحاب هذه المطاعم بالاتفاق مع المسؤولين المحليين في أمانة بغداد الى غض الطرف عن مطاعمهم التي تفتقر الى الشروط الصحية. وتؤكد أمانة بغداد عزمها على القيام بحملة في بغداد لرفع التجاوزات عبر رفع الحواجز الكونكريتية والاكشاك والمطاعم المتنقلة، وتخصيص اماكن معينة للباعة المتجولين، لكن الوضع الأمني لايسمح لها بالبدء بمشاريع مثل هذه. ويذكر جاسم جليل الذي يملك كشكاً لبيع الفلافل والمقبلات في حي الكرادة التجاري- الى ان عمله ممتاز وأن الإنفجارات التي تهز الحي بين حين وآخر لاتحول دون توارد الزبائن، فالأهم"أن نكون بعيدين من أعين عصابات الخطف والسلب فمحالنا المتنقلة لا تلفت نظرهم".پ