الترويج للبضائع مهما كان نوعها على «فايسبوك» وإيصالها إلى المنازل في شكل مجاني أو مدفوع أمر مفروغ منه في العراق بما في ذلك سندويشات الفلافل، أما أن تدخل الكتب إلى عالم الترويج هذا وتعرض مكتبة متنقلة أطلق صاحبها عليها تسمية «IRAQI BOOKIS» إيصال الكتب إلى المنازل، فهو أمر جديد لم يحدث من قبل. أنشأ علي الموسوي صاحب المكتبة المتنقلة نادياً للقراءة يجتمع فيه محبو الكتاب في شكل دوري ليقرأوا ويتبادلوا الكتب، ومن ثم قرر أن ينشئ مكتبة متنقلة لبيع الكتب ويتنقل فيها بين مناطق مختلفة في بغداد. الشاب المحب للقراءة ابتكر خدمة التوصيل، ويعرض عناوين الكتب على الصفحة التي أعدها لمكتبته على «فايسبوك» مع أسعارها، ويتلقى استفسارات عدة يومياً عن الكتب التي يبيعها وأسعارها. فكرة المكتبة المتنقلة بدأت من نادي القراءة الذي أسسه الموسوي مع شقيقه وأساتذة في الجامعة وأصدقاء، وكان يسعى من خلال المكتبة الترويج للنادي ودعم محبي الكتب للحصول على ما يريدون. لذلك اشترى سيارة وعدّلها يدوياً مع شقيقه قبل الانطلاق بها في الشارع. مشروع الشاب المولع بالقراءة كان مألوفاً في شكل كبير في بغداد في خمسينات القرن الماضي وستيناته، أما اليوم فيبدو أنه مربك ومخيف لرجال المرور ونقاط التفتيش العراقية. يقول علي: «توقفت عند جامعة بغدادمرات عدة وفي مناطق أخرى في العاصمة، لكن رجال المرور لا يسمحون لي بالتوقف طويلاً، بل إن نقاط التفتيش تخشى وقوفي في الأماكن التي اختارها، وهي غالباً مناطق مكتظة أحاول فيها بيع كتبي. الجميع يخافون مكتبتي التي لا تحوي سوى الكتب وطموحي الصغير إلى بيعها». ويضيف: «الجيش والشرطة يخشيان التفجيرات ولذلك نتعرض للمضايقات، وفي حالات عدة قام رجال شرطة المرور بسحب أوراق تسجيل السيارة لإجباري على التحرك من المكان الذي اخترته للتوقف». المكتبة ظهرت في بغداد منذ كانون الثاني (يناير) الماضي وكانت غير مألوفة إلى حد ما، لكن بمرور الأيام حين شاهد سكان بغداد موقعها على «فايسبوك» بدأت تشتهر شيئاً فشيئاً. ويفضل الموسوي التوقف في الأماكن المكتظة بالشباب ليستقطبهم للقراءة، ولذلك يختار الجامعات والمقاهي الشبابية وغيرها. لكن الخوف من السيارات المفخخة لا يستثني أحداً، إذ إن معظم المناطق التي حدثت فيها تفجيرات عدة يمنع فيها عناصر المرور توقف السيارة مهما كان نوعها وبضاعتها، لا سيما في منطقتي الكرادة والمنصور وغيرهما. ويقول علي: «انا لا أطلب الكثير، فقط أريد التوقف في أماكن مناسبة لبيع كتبي وكسب زبائن من محبي القراءة والمطالعة التي لولا حبي لها لما خرجت بمشروعي الصغير».