أعلنت الشرطة الدنماركية أمس، أنها اعتقلت تسعة أشخاص للاشتباه في ضلوعهم بنشاطات"إرهابية". وذكرت الشرطة أن الاعتقالات حصلت في حي للمهاجرين في مدينة أودينس ليل الاثنين - الثلثاء، وذلك بعد مراقبة المعتقلين فترة طويلة. وذكرت وزيرة العدل الدنماركية ليني اسبرسين أنه كان يجري إبلاغها في شكل متواصل بتطورات التحقيقات، ووصفت القضية بأنها"خطرة للغاية"وأنها أبلغت بأن المشتبه فيهم كانوا يخططون لشن هجوم داخل الدنمارك. ورحبت اسبرسين بخطوة الشرطة، قائلة إنه بحسب المعلومات المتوافرة لديها فإن غالبية المشتبه فيهم التسعة"مواطنون دنماركيون"وأن واحداً منهم على الأقل دنماركي الأصل. وأوضحت أنه ليس لديها معلومات عن كيفية معرفة الشرطة بنشاطات المشتبه بهم. وقال لارس فيندسون قائد الشرطة إن أعمار المشتبه بهم تقل عن ثلاثين عاماً. وضبطت الشرطة بعض المواد خلال حملة الدهم، لكن فيندسون لم يعلق على طبيعة تلك المواد سوى انه يمكن استخدامها لتصنيع متفجرات. وذكر فيندسون أن هذه الاعتقالات لا علاقة لها بمحاولة تفجير قطاري ركاب في ألمانيا والتي اكتشفت أخيراً. وذكر المعتقلون في ألمانيا أن خطتهم جاءت رداً على نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ونشرت الرسوم المثيرة للجدل للمرة الأولى في صحيفة"غيلاندز- بوستن"الدنماركية في أيلول سبتمبر 2005، وتسببت في اندلاع مظاهرات عارمة في الكثير من الدول الإسلامية في مطلع العام الجاري. وكانت الدنمارك وجهت اتهامات الشهر الماضي إلى خمسة أشخاص بناء على قرارات وزارة العدل. واتهم أربعة شباب مسلمون بمحاولة الحصول على أسلحة ومتفجرات بهدف ارتكاب عمل إرهابي، وذلك في 24 آب أغسطس الماضي. وفي أوائل آب، مثل سيد منصور وهو دنماركي من أصل مغربي ومتهم بتحريض أخوة مسلمين على الجهاد أمام الادعاء بموجب القوانين الجديدة. في برلين، اتفق مسؤولو الأمن في الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات في ألمانيا على ضرورة إنشاء قاعدة بيانات مركزية في شأن المشتبه بهم في قضايا الإرهاب وزيادة عمليات المراقبة في محطات القطارات والمطارات والموانئ. جاء ذلك في أعقاب سلسلة من الإنذارات الأمنية في أنحاء أوروبا ومؤامرة فاشلة لتفجير قنابل في قطارات في غرب ألمانيا في تموز يوليو الماضي. خبير نمسوي على صعيد آخر، صرح خبير في مجال التصدي لتمويل الإرهاب أمس، بأن المجتمع الدولي فشل في تحقيق أي نجاح في"الحرب"التي شنها على تمويل الإرهاب بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. وقال فريدريش شنايدر الأستاذ في علم الاقتصاد السياسي في جامعة لينز النمسوية والخبير في مجال"اقتصاد الظل"الاقتصاد غير الشرعي والذي أجرى دراسات حول تمويل الإرهاب في حديث أدلى به للصحيفة الإلكترونية"نيت تسايتونغ"إن النجاح الذي حققته الحرب على تمويل الإرهاب"ضئيل بل ربما يكون معدوماً". وعزا شنايدر ذلك إلى عدم رغبة الحكومات في شن حرب مؤثرة في تمويل"المنظمات الإرهابية"، مشيراً إلى أن"الحكومات لا تريد كشف أوراقها لأنها تقوم بعمليات تمويل سرية". وفي هذا الإطار أكد الخبير أن حجم التمويل الذي تتلقاه"المنظمات الإرهابية"لم يتناقص وأشار إلى أن كشف مصادر التمويل المادي أصعب بكثير من القبض على مرتكبي"الهجمات الإرهابية"وأضاف أنه لا سبيل للتصدي لهذه المشكلة إلا بواسطة شبكة دولية قوية لأن التعاون الدولي حتى الآن غير مثمر على الإطلاق. حكم على إندونيسي من جهة أخرى، حكمت محكمة في جزيرة بالي الإندونيسية أمس، على أستاذ لمادة المعلوماتية بالسجن ثماني سنوات بعد إدانته بالضلوع في التفجيرات التي أسفرت عن سقوط عشرين قتيلاً في جزيرة بالي في تشرين الأول أكتوبر 2005. وقرر القاضي نعمان غيدي ويروا رئيس محكمة دنباسار عاصمة إقليم بالي، إدانة عبد العزيز 30 عاماً ب"التورط أو المشاركة"في عمل إرهابي. ومثل الأستاذ أمام المحكمة بتهمة إنشاء موقع إلكتروني لفائدة الماليزي أزهري حسين المشتبه في انه معد المتفجرات التي استخدمت في الاعتداءات وكذلك لفائدة مواطنه نور الدين محمد توب العقل المدبر الآخر للاعتداءات. وكان الموقع يدعو إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد الغربيين. ودين عزيز أيضاً بأنه وفر ملاذاً لنور الدين الذي لا يزال فاراً بعدما نجا مرات من عمليات تمشيط أمنية. وكانت تلك الاعتداءات وقعت بعد ثلاث سنوات من تفجيرات أوقعت اكثر من 200 قتيل في جزيرة بالي في 2002. ونسبت هذه العمليات لتنظيم الجماعة الإسلامية التي يشتبه بأنها الذراع اليمنى لتنظيم"القاعدة"في منطقة جنوب شرق آسيا.