سلم اللبناني جهاد حمد 20 عاماً نفسه الى السلطات الأمنية اللبنانية، بناء على طلب السلطات في ألمانيا التي تشتبه في ضلوعه بالتخطيط لتفجير محطة قطارات في كيال. وكانت السلطات الألمانية اعتقلت قبل ثلاثة ايام اللبناني يوسف محمد الحاج ديب في شمال البلاد، للاشتباه به في التهمة ذاتها. وعلمت"الحياة"ان حمد كان غادر ألمانيا متوجهاً الى لبنان بعد ساعتين على ضلوعه المزعوم بوضع حقيبتين مفخختين في محطة القطارات في كيال، نهاية تموز يوليو الماضي، وذلك بناء على تأكيد سلطات ألمانيا بأنها تمكنت من التعرف اليه عبر كاميرات في المحطة. وتعرفت الى اللبناني الآخر محمد واعتقلته وطلبت من لبنان توقيف حمد، علماً انه كان يتابع دراسته في ألمانيا منذ نحو سبعة شهور. وتمكن قسم المباحث الجنائية اللبنانية الخاص بمكافحة الارهاب من معرفة مكان إقامة حمد، وهو من مواليد بلدة السنديانة في عكار شمال لبنان. وتوجه عناصر من المباحث اول من امس الى بلدته لكنهم لم يجدوه، وأحضِر والده لمعرفة مكان وجود ابنه، وحصلت مداخلات مع وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت، بعدما تعهد ذوو حمد ان يسلم نفسه على رغم قناعتهم ببراءته. وسلم حمد نفسه صباح امس، الى قسم المباحث الجنائية في طرابلس، ونقل الى بيروت بناء على اوامر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي. والتقى ريفي الملحق العسكري في السفارة الألمانية، قبل ان يطلع النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا على التحقيقات الأولية التي أجريت مع حمد، وسلِّم الأخير الى النيابة التمييزية بناء على طلب ميرزا. ويصل اليوم الى لبنان مدع عام الماني ومحققون فيديراليون لاطلاع القضاء اللبناني على ما يملكون من معطيات، تمهيداً لإعداد ملف بالقضية وتسليمه الى السلطات اللبنانية، علماً انه لا يوجد اتفاق لتبادل موقوفين بين لبنانوألمانيا. واذ توقع المدعي العام الألماني رينير غريزبوم ان تستغرق عملية الاسترداد شهوراً، كما أفادت وكالة"اسوشييتد برس"في نبأ من برلين، فإن مصادر قضائية رجحت محاكمة حمد في لبنان، اذا ثبتت بحقه أي تهمة. في برلين، قالت المستشارة أنغيلا مركل إنها تتوقع"نقل المشتبه به الثاني في محاولات تفجير قطارات قبل ثلاثة أسابيع، إلى السلطات الألمانية من دون عوائق". وأضافت في تصريحات الى محطة"إن 24"الإخبارية:"الصورة التي يسير بها التعاون مع لبنان تجعلني لا أشك في الوصول إلى طريقة سليمة ومناسبة". وأعربت عن ارتياحها الى احتجاز حمد. وقالت:"بالطبع كان الخطر قائماً طالما الرجل طليقاً". وأثنت على الاستخبارات الألمانية والتعاون مع"مؤسسات أجنبية". وكان يوسف ديب اوقف السبت في كيال من دون ان يبدي مقاومة، ونقل الى سجن موابيت في برلين. وتشتبه النيابة الالمانية بأن الشابين جهاد ويوسف"ينتميان الى منظمة ارهابية وحاولا تنفيذ عمليات اغتيال والتسبب بانفجار". واكد رئيس الشرطة الفيديرالية الالمانية يورغ زيركي ان التحقيق سيكشف اذا كان المتهمان افادا من"شبكة"او"وسائل دعم"او"اذا كان الامر يتصل برجلين اصوليين تحركا بدواع فردية". ونقلت صحيفة"سويدويتش تسايتونغ"عن محققين ان المشتبه بهما غادرا المانيا الى اسطنبول بعد ساعات من محاولة التفجير الفاشلة، لكن الصحيفة لم توضح اسباب عودة يوسف الى المانيا حيث أعتقل. وفي لندن رويترز، ا ف ب، قامت لجنة مراقبة الاعمال الخيرية في بريطانيا بتجميد الحسابات المصرفية لجمعية"كريسنت ريليف"الخيرية في اطار تحريات لمعرفة اذا كانت اموال معونات قد حولت الى جماعات يشتبه في تآمرها لتفجير طائرات ركاب. وقالت اللجنة التابعة للحكومة البريطانية انها بدأت بتحقيق رسمي حول الجمعية التي جمعت اموالا لضحايا زلزال العام الماضي في باكستان. وقال كريس كيغيل الناطق باسم اللجنة:"بحثنا فيما نشر عن الجمعية ونقوم بعملنا الخاص، ونعتقد بان هناك ما يحتاج الى اجابة". وكانت احدى الصحف البريطانية نشرت ان بعض الاشخاص الذين قبض عليهم للاشتباه بتآمرهم لتفجير طائرات ركاب متوجهة الى الولاياتالمتحدة في اوائل الشهر كانوا ضالعين في جهود"كريسنت ريليف"لجمع الاموال في العام الماضي. وقال كيغيل:"الحسابات جمدت حتى نستطيع ان نبحث في كيفية تحويل هذه الاموال بشكل صحيح. نرى ان المزاعم واضحة بشكل كاف وخطيرة لاتخاذ مثل هذه الخطوة". ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجمعية الخيرية. وفي كوبنهاغن، اعلن المدعي العام في الدنمارك ان اربعة شبان مسلمين تراوح اعمارهم بين 16 وعشرين عاما اتهموا بالتخطيط لاعتداءات في اوروبا. وجاء في بيان للمدعي العام ان الشبان الاربعة الذين لم تشكف جنسيتهم كانوا يقيمون في الدنمارك واوقفوا في نهاية تشرين الاول اكتوبر في كوبنهاغن، وهم من اصول بوسنية وفلسطينية وسورية - فلسطينية ومغربية. واعتقل ثلاثة مشتبه بهم آخرين في القضية نفسها احدهم امراة، ولكن لم توجه اليهم اي تهمة. وقالت السلطات الدنماركية ان الشبان الاربعة لهم شريكان اوقفا في البوسنة، هما سويدي يتحدر من صربيا ومونتنيغرو ودنماركي من اصل تركي، وقد اعتقلا في ساراييفو. واتهما ب"الارهاب وامتلاك اسلحة ومتفجرات في شكل غير شرعي"، وبدأت محاكمتهما في تموز يوليو في العاصمة البوسنية. واتهم الشبان الاربعة ب"حيازة اسلحة ومتفجرات بهدف ارتكاب اعمال ارهابية في اوروبا بالتعاون مع الشخصين المذكورين الموقوفين في البوسنة". ودفع المتهمون ببراءتهم اثناء استجوابهم، ولم يحدد بعد موعد محاكمتهم.