تقضي المعادلة الدولية الشائعة بالرد بسلاح تقليدي على هجوم بالسلاح التقليدي، وبالرد بسلاح غير تقليدي نووي أو بيولوجي على هجوم بسلاح مثله. وفي أعقاب ستة عقود على الاستخدام الأول، والوحيد، للسلاح النووي ومع ذلك استخدم المصريون السلاح الكيماوي باليمن، واستخدمه العراق ضد الأكراد حان وقت فحص المعادلة. وفي رأيي أن على دولة إسرائيل استعادة قوتها على الردع من طريق التهديد بالرد النووي على هجوم تقليدي، اذا عادل الهجوم التقليدي نظيره قوة وتهديداً. لنفترض، على سبيل المثال، سيناريو تهاجم بموجبه سورية إسرائيل بسلاح تقليدي توازي قوته سلاحاً ذرياً تكتيكياً، مثل اطلاق ألف صاروخ يزن الصاروخ الواحد منها طناً؟ فتبلغ القوة الإجمالية للهجوم مليون كلغ من المواد الناسفة، أي قوة قنبلة نووية تكتيكية. فلو أطلقت هذه من مسافة معينة على اسرائيل الصغيرة، وتجمعاتها السكانية الكبيرة، لأوقعت ما محصلته كارثة قومية أشد وطأة من تلك التي أصابت اليابان في ختام الحرب الثانية. والسؤال النظري اليوم قد ينقلب واقعياً: ما هو الرد المناسب؟ ألا يسوغ الرد على هجوم تقليدي بقوة هجوم نووي تكتيكي، بقصف نووي مكافئ؟ وهي مسألة راهنة اليوم، فوق ما كانت عليه. السلاح التقليدي التي في وسع"حزب الله"وسورية وإيران قصف أرجاء إسرائيل بها تساوي قوة سلاح نووي تكتيكي. ولا شك في تعزيز منصات الإطلاق، كماً ونوعاً، في المستقبل المنظور، وضوء الحرب الأخيرة. ولعل ثمة فائدة من التذكير ببعض الأمور، مدخلاً الى المناقشة. ابتداء تطارح المسألة النووية مهم، فهو الخطوة الأولى على طريق خلخلة المسلمات البديهية القائمة، ومنها الزعم أن السلاح النووي هو"سلاح يوم القيامة"وحده. تناول المسألة علناً، وعلى الملأ، يمهد اللجوء الى هذا الخيار. والمواقف، مؤيدة أو معارضة، مسبار بيد أصحاب القرار. - يمهد طرح الموضوع على الرأي العام المحلي الى نقله سريعاً الى الرأي العام الدولي. والحق في الرد مدعاة احتدام المناقشة داخلاً وخارجاً. - والمناقشة العامة هي توطئة لاحتمال الاستعمال. ويترتب على الاحتمال هذا اضطرار دول، مثل إيران وسورية، أو منظمات إرهابية تساندها وتنشط في دول متاخمة، الى احتساب الاستعمال واعتباره. والمناقشة الدائرة والمتصلة بوقف المشروع النووي الإيراني من طريق هجوم تقليدي، أو بواسطة سلاح نووي تكتيكي، تصب والمناقشة المقترحة. وفي ضوء نتائج حرب لبنان الأخيرة لا يبدو الجواب التقليدي مخطط طهران النووي، شافياً. يتناول النقاش العام، اليوم، استعداد الجيش وحكمة القيادة السياسية. ولنفترض أن إجماعاً وطنياً أظهر، في مستقبل قريب، أن الإخفاقات داخل الجيش كانت لا تذكر، وان عمل القيادة السياسية كان لا غبار عليه. فهل تملك دولة إسرائيل، في مثل هذا الوضع، جواباً تقليدياً عن هجوم تقليدي تساوي قوته هجوماً نووياً؟ الجواب على ما أرى هو بالنفي. لما كانت المسألة تتعلق بوجود دولة إسرائيل، أرى أن مناقشتها، وترجح احتمال الرد النووي التكتيكي، يخرجان سياستنا من الغموض النووي السائد منذ خمسة عقود. ألا يواجه العالم، عموماً، والشرق الأوسط، خصوصاً، احتمال تغير المعادلة السائدة؟ عن عدن كنطار أستاذ في كلية الفيزياء - جامعة بار ايلان، "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، 4\9\2006