احتدمت الآراء وتباينت المواقف في الايام القليلة الماضية بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان حول القرار الذي اتخذه رئيس الاقليم مسعود بارزاني برفض رفع العلم العراقي فوق المؤسسات والمراكز الرسمية واستبداله بعلم كردستان. واشترك رئيس الجمهورية جلال طالباني في الجدل مدافعاً عن قرار بارزاني، ومندداً بمعارضيه. وفيما اكد رئيس الوزراء نوري المالكي ضرورة رفع العلم العراقي باعتباره"العلم الوحيد الذي يجب ان يرفع على كل شبر من أرض العراق"، أكد الناطق باسم الحكومة الكردية ان"عليه رئيس الوزراء ان يعلم جيداً ان صدام في ظل العلم الحالي وقع أمراً بإعدام 600 من كوادر حزب الدعوة في يوم واحد". وتساءل"من حقنا ان نسأل اي علم يقصد به هؤلاء، هل العلم الذي كتب عليه صدام بخط يده عبارة الله اكبر؟ ام العلم الذي تكتب عليه الآن هذه العبارة بالخط الكوفي في بعض المناطق، وبخط النسخ في مناطق اخرى؟". وناشد"مجلس النواب العراقي اعتماد علم جديد يرمز الى حقيقة وواقع العراق، وفق المادة 12 من الدستور الدائم"، مؤكداً"ان الاكراد لن يرفعوا علم الشوفينية والارهاب والديكتاتورية على ارض كردستان". وأيد طالباني في تصريحات أدلى بها قرار بارزاني، معتبراً انه اتخذه بسبب"خلل دستوري"، مؤكداً"هذا الخلل دفع حكومة الاقليم الى معالجته بتبني علم الجمهورية العراقية العام 1958. موضحاً ان"رفع علم ثورة 14 تموز في البرلمان الكردستاني جاء تأكيداً على حرص الحكومة الكردستانية على تجاوز التلكؤ في اقرار علم عراقي"، وشدد على ان"حكومة كردستان سترفع العلم الجديد الذي سيقره البرلمان وتعتبره مقدساً". وانتقد طالباني بشدة وسائل الاعلام والسياسيين الذين تناولوا قرار بارزاني بشكل"مجتزأ"، لافتاً الى ان هؤلاء انما هم"يدافعون عن النظام البعثي"و"يدعمون الارهابيين والتكفيريين في العراق". من جانبها اصدرت الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي بياناً اكدت فيه ان التصريحات الصادرة عن ممثليها في مجلس النواب حول مسألة إنزال العلم العراقي في اقليم كردستان"تعبر عن رأي اصحابها". وأكدت الكتلة في بيان صحافي امس تلقت الحياة نسخة منه:"ان القائمة العراقية الوطنية ممثلة برئيسها الدكتور اياد علاوي لها من الثقة والايمان الكبيرين بوطنية وعراقية وحكمة مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق في معالجة هذا الموضوع بروح عالية من المسؤولية وبما يحفظ للعراق وحدته وسلامته". ودعا البيان كل"الاطراف السياسية الى عدم التصعيد في التصريحات الاعلامية ومعالجة الموضوع بروح الوطنية والحكمة". وطالب مجلس النواب والحكومة"بسرعة متابعة انجاز مشروع العلم العراقي والنشيد الوطني الجديدين بما يحفظ وحدة العراق وأرضه".