طالب عبدالله أوجلان القيادات العسكرية لحزب العمال الكردستاني الذي يتزعمه بوقف إطلاق النار وإنهاء عمليات العنف المسلح في تركيا, والإفساح في المجال أمام القيادات السياسية الكردية للعمل على حل القضية الكردية في شكل سلمي. وعبر أوجلان في بيان خطي سلمه إلى محاميه من سجنه في جزيرة إمرالي عن أمله في التوصل إلى حل يكون نموذجاً لحل بقية قضايا الأكراد في دول الشرق الأوسط . لكن البيان لم يتضمن طلباً بإلقاء السلاح, وأكد على حق الحزب في الدفاع عن النفس في حال تعرض لهجوم من الجيش التركي. ودعا أوجلان إلى بناء جمهورية ديموقراطية تضم الأكراد والأتراك في تركيا, وطلب دعماً من أوروبا وأميركا لمتابعة ما سماه الفرصة الكبيرة التي ستبدأ بعد وقف إطلاق النار. كما تضمن بيان أوجلان تهديداً مبطناً من خلال قوله إن هذه ستكون المرة الأخيرة التي يدعو فيها حزبه لوقف إطلاق النار, وأنه في حال لم تستغل تركيا هذه الفرصة جيداً, فإنه لن يستطيع مستقبلاً كبح جماح حزبه أو منعه من العودة إلى السلاح ثانية. وينتظر أن يعلن الحزب الكردستاني قريباً امتثاله لدعوة زعيمه, خصوصاً أن الحزب أشار أكثر من مرة, إلى عزمه على وقف إطلاق النار, لكنه ينتظر الأمر من زعيمه المسجون. ولم يستجب الحزب لدعوات مماثلة من حزب المجتمع الديموقراطي الممثل السياسي للأكراد في تركيا, وأصر على الانتظار إلى حين سماع رأي أوجلان الذي منعته السلطات التركية ولأكثر من شهر ونصف الشهر, من مقابلة محاميه, لتجنب التواصل بينه وبين الحزب الكردستاني وتجديد ولاء الحزب لأوجلان. وهذه المرة الثانية التي يطلب أوجلان من حزبه وقف إطلاق النار, إذ كان طلب ذلك للمرة الأولى عام 1999 عقب إلقاء القبض عليه ومحاكمته في تركيا, لكن الحزب عاود هجماته في أيلول سبتمبر 2004, بحجة أن الحكومات التركية المتعاقبة أهملت حل القضية الكردية. وتعمدت وسائل الإعلام التركية في البداية تجاهل النبأ, لكنها عادت وتداولته من دون التعليق عليه, مع الإشارة إلى أن السلطات التركية لا تسمح لأوجلان بلقاء محاميه منفرداً, كما لا تسمح بتبادل الوثائق والرسائل بينهم إلا بعد مرورها على هيئة رقابية في السجن. وتأتي خطوة أوجلان بعد اتفاق تركيا وأميركا والعراق على وضع آلية تعاون وتعيين ممثلين عسكريين للتنسيق من أجل محاربة الحزب الكردستاني, وكذلك قبل أيام معدودة من لقاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن حيث سيتناول الجانبان تطورات القضية الكردية في تركيا والمنطقة.