أقر مدير الاستخبارات الاميركية جون نيغروبونتي بأن الحرب في العراق"تساعد في ظهور جيل جديد من الارهابيين"، الا انه نفى معلومات عن وجود تقرير سري مفاده ان الولاياتالمتحدة اصبحت في خطر اكبر مقارنة مع عام 2001. وجاءت تصريحات نيغروبونتي في تعليق على تقرير استخباراتي تم تسريبه، وتسبب في اشعال جدل جديد حول مزاعم الرئيس جورج بوش، قبيل الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني نوفمبر بأن الحرب على العراق جعلت الولاياتالمتحدة أكثر أمناً. وقال نيغروبونتي في كلمة ألقاها خلال عشاء نظمه مركز"وودرو ويلسون"لمناقشة"تقييمات الاستخبارات القومية"ان"الجهاد في العراق يخلق جيلاً جديداً من القادة والعناصر الارهابيين". وأضاف:"ومع ذلك، فإنه اذا اعتبر الجهاديون الذين يغادرون العراق انفسهم انهم فشلوا واعتبرهم الآخرون كذلك، فان عدد القتلة الذين يستمدون منهم الالهام لمواصلة القتال سينخفض". وتابع"ان هذه التقارير تركت انطباعات خاطئة بأن تقييمات الاستخبارات القومية استندت مبدئيا الى العلاقة بين العراق والارهاب الدولي". ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"الاحد عن مسؤول على اطلاع على تقرير في عنوان"توجهات في الارهاب العالمي: انعكاسات على الولاياتالمتحدة"قوله ان"الحرب في العراق جعلت مشكلة الارهاب الدولية اسوأ". الا ان نيغروبونتي قال ان التقرير لم يلحظ ان التهديد على الولاياتالمتحدة ازداد، مضيفاً:"لقد اصبحنا اكثر يقظة، وافضل استعدادا، ومن هذا المنطلق يمكن ان أقول بكل تأكيد اننا أصبحنا أكثر أماناً". وتابع:"أما تهديد وطننا نفسه، فقد انخفض منذ هجمات 11 ايلول سبتمبر". وسعى البيت الابيض في وقت سابق الى التقليل من اهمية الجدل، الا انه أقر بأن العراق من بين عوامل عدة"زادت انتشار الجهادية". وصرح الناطق باسم البيت الابيض توني سنو بأن التقرير، وهو عبارة عن نتائج توصل اليها 16 جهاز استخبارات"يشير الى ان عدداً من العوامل، بالاضافة الى العراق تدعم انتشار مفهوم الجهاد، ومن بينها المشاكل الاجتماعية وبطء وتيرة الاصلاح واستخدام الانترنت". وقال نيغروبونتي انه تلقى طلبا من مكتب النائب الجمهورية بات روبرتس، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لرفع السرية عن التقرير. ووعد بدراسة الطلب. وأضاف ان التقرير الذي تم وضعه في نيسان ابريل خلص الى ان الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لمكافحة الارهاب نجحت في اعاقة تنظيم"القاعدة"بشكل كبير وألحقت اضراراً كبيرة بقيادتها. الا انه قال ان الحركات الجهادية العالمية تنتشر وتتكيف مع التكتيكات الاميركية، وان الجهاديين في العالم الاسلامي يستغلون عوامل مثل الاستياء المتأصل ضد الفساد والظلم والخوف من الهيمنة الغربية. وذكرت صحيفة"واشنطن بوست"ان"التقرير وصف النزاع في العراق بأنه الوسيلة الرئيسية لتجنيد المتطرفين الاسلاميين". وقال سنو ان"الامر الوحيد الذي لا تقوله تلك التقارير هو ان الحرب في العراق جعلت الارهاب اسوأ". واكد ان التقارير"لا تحتوي على اي امر لم يقله الرئيس"بوش. ودافع بوش بضراوة عن الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق في اذار مارس 2003، على رغم انه لم يتم العثور على اسلحة الدمار الشامل التي كانت السبب الرئيسي وراء شن تلك الحرب، وقال في مناسبات ان"العالم اصبح افضل بعد ازالة صدام حسين من السلطة". وصرح دان بارتليت، كبير مستشاري بوش، الى شبكة"سي ان ان"بأن التقرير"لم يتوصل الى نتائج نهائية تقول ان الولاياتالمتحدة اقل امنا لهذا السبب". وفي مقابلة مع قناة"فوكس"الاخبارية، قال بارتليت ان الحرب في العراق هي آخر حجة استغلها المتطرفون لتجنيد الاتباع. الى ذلك أعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو ان مسؤولين يفكرون في رفع القيود الخاصة بالسرية عن التقرير كي يظهروا ان البند الذي يتمسك به الديموقراطيون ليس سوى جزء من الصورة الكاملة. لكن الرئيس جورج بوش امر امس برفع السرية جزئياً عن التقرير. واضافت ان احدى الفقرات"انتزعت عنوة من سياقها". وان بعض المسؤولين يرون ضرورة رفع السرية عن الوثيقة التي طرحت على الكونغرس في نيسان ابريل الماضي كى يتسنى وضع تلك الفقرة في سياقها الصحيح.