أكدت صحيفة"واشنطن بوست"امس، ان الرئيس الأميركي جورج بوش استدعى كبار محرري صحف أميركية، في محاولة لمنع نشر تقارير يتخوف من أن تؤثر في الأمن القومي. واشارت الصحيفة الى أن الدليل على فشل محاولة الرئيس، نشر الصحف تقريري التنصت والسجون السرية. لكنها اعتبرت ان الجلسات الخاصة في البيت الأبيض مع كبار محرري صحيفتي"واشنطن بوست"و"نيويورك تايمز"، تدل الى مدى جدية الرئيس في التعامل مع تقارير تطرح تساؤلات عن تكتيك مكافحة الإرهاب الذي تنتهجه الإدارة الأميركية. وذكرت"واشنطن بوست"انها لم تؤكد الاجتماع الأخير مع بوش قبل نشر تقريرها في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، والذي تحدث عن سجون سرية تديرها وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي في أوروبا وأماكن أخرى، استخدمت للتحقيق مع مشتبه في تورطهم بالإرهاب. كذلك لم يؤكد المحرّر التنفيذي لصحيفة"نيويورك تايمز"بيل كيلر انعقاد اجتماع في المكتب البيضاوي في الخامس من كانون الأول ديسمبر، قبل أيام من نشر صحيفته تقريراً عن أمر أصدره بوش يسمح بالتنصت على الاتصالات داخل الولاياتالمتحدة من دون اذن قضائي. ونقلت"واشنطن بوست"عن مصادر امس، تأكيدها انعقاد الاجتماعين، لكنها اشارت الى انها غير مخوّلة كشف تفاصيلهما. وامتنع البيت الأبيض عن التعليق. ونسبت الصحيفة إلى المصادر قولها إن واحداً من الاجتماعين على الأقل حضره مدير الاستخبارات القومية جون نيغروبونتي ومدير"سي آي أي"بورتر غوس، لافتة إلى تعرضها للانتقاد من بعض الليبراليين لتجاوبها مع طلب الادارة وامتناعها عن نشر التقرير عن السجون السرية. وبعد كشف فضيحة التنصت، تعرضت"نيويورك تايمز"لهجوم عنيف من بوش الذي وصف الأمر ب"المعيب". وأفادت"واشنطن بوست"أن ليبراليين هاجموها لإخفاء القصة أكثر من سنة. ونقلت عن كيلر قوله ان"قرار منع نشر القصة العام الماضي كان قراري"، وزاد:"قرار نشر القصة الأسبوع الماضي كان قراري وأنا مرتاح في الحالين".