أحكمت"المحاكم الإسلامية"أمس قبضتها على مدينة كيسمايو، وفرقت بالقوة مئات المتظاهرات احتشدن احتجاجاً على سيطرة الإسلاميين على المدينة الاستراتيجية، فيما أكدت الحكومة الصومالية الانتقالية أن الاستيلاء على كيسمايو لن يؤثر في سير محادثات السلام بين الجانبين. ونفت اثيوبيا مزاعم بأنها أرسلت مزيداً من القوات إلى الصومال، ووصفتها بأنها"دعاية"من قبل"المتطرفين". وخرج مئات النساء والاطفال وهم يحرقون إطارات السيارات ويلقون الحجارة لليوم الثاني، احتجاجاً على حكم الإسلاميين الذين قتلوا صبياً في احتجاجات مماثلة عقب دخولهم كيسمايو أول من أمس. وقال شهود إن مقاتلي"المحاكم"فرقوا المتظاهرات واعتقلوا 20 منهن، قبل أن ينشروا شاحناتهم المزودة رشاشات في طرق المدينة لمنع الاحتجاجات. وقال عبدالرحمن عبدالله فرح:"شاحنات الإسلاميين في كل مكان ... نريد أن يعودوا إلى مقديشو، أو سنخرجهم بالقوة". وقال ديبلوماسيون التقوا رئيس الوزراء علي محمد جدي في كينيا أمس إنه لا يزال ملتزماً إجراء محادثات مع الاسلاميين، على رغم استيلائهم على كيسمايو. وقال المبعوث الايطالي الخاص الى الصومال ماريو رافاييللي عقب اجتماع مع جدي إن الأخير أكد أن"الحكومة لا تزال ملتزمة محادثات السلام في الخرطوم". وقال وزير الإعلام الصومالي علي جامع جنجلي:"لم نرفض قط حضور المحادثات. في الواقع، فإننا نحن الذين سعينا دائماً من أجلها". لكنه أضاف:"ثمة حاجة إلى مناخ يسوده الهدوء كي تنجح المحادثات". ومن المقرر أن يلتقي الاسلاميون والحكومة في العاصمة السودانية نهاية تشرين الأول أكتوبر المقبل، لاستئناف المفاوضات بينهما. وكان مقاتلو"المحاكم"دخلوا مدينة كيسمايو الساحلية 420 كلم جنوب غربي مقديشو بلا قتال الأحد الماضي. وأكد شهود أن جنوداً إثيوبيين وصلوا إلى مدينة بردالي التي تبعد 60 كلم إلى الغرب من بيداوة، حيث تتمركز الحكومة الانتقالية الضعيفة، بهدف دعمها في مواجهة الإسلاميين. وقال نائب رئيس"المحاكم"عبدالرحمن جانقاو إن طلاباً التحقوا بمعسكرات فتحتها جماعته للتدريب على القتال ضد اثيوبيا، يتلقون دروساً في حمل السلاح والاشتباك،"للدفاع عن أرضهم ودينهم في مواجهة قوات العدو الإثيوبي التي تحتل بيداوة". وفي المقابل، نفت أديس أبابا أن تكون أرسلت قواتها إلى الصومال. وقال رئيس قسم المعلومات في الخارجية الاثيوبية السفير سولومون ابيبي:"لم يعبر جندي اثيوبي إلى الاراضي الصومالية". واعتبر أن هذه الاتهامات هدفها"تحويل الانتباه"عن سيطرة الإسلاميين على كيسمايو. وأضاف:"هذه هي الدعاية المعتادة للمتطرفين في اتحاد المحاكم الاسلامية، ويطلقونها في كل مرة يتخذون فيها اجراءات غير قانونية".