في وقت تلقت الأممالمتحدة وعوداً بالمساهمة في القوة التي تعتزم نشرها في دافور، اتفق الامين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان ووزير الخارجية السوداني لام أكول على استمرار الحوار لتفادي مواجهة محتملة بين الخرطوم والمجتمع الدولي، خلال محادثات بينهما في نيويورك ركزت على قرار مجلس الأمن الرقم 1706 الداعي إلى نشر قوات دولية في الإقليم. وقال مسؤول في الأممالمتحدة ل"الحياة"إن أكول"أبلغ أنان موقف الحكومة الرافض لنشر القوات الدولية وتمسكها بالقوات الافريقية، وطالب بتعزيزها ودعمها، كما طلب من أنان لعب دور ايجابي في تحقيق الأمن والاستقرار في الاقليم"، عبر"ممارسة ضغوط على متمردي جبهة الخلاص الوطني وحملهم على الانضمام إلى عملية السلام، وعدم إرسال اشارات سلبية تعطل فرص التسوية"، في إشارة إلى تصريحات مبعوث أنان إلى السودان يان برونك بضرورة تعجيل اتفاق أبوجا للسلام، واجتماعه المرتقب بالمتمردين الأحد المقبل. ولفت المسؤول إلى أن أنان جدد مطالبته الخرطوم بقبول القرار 1706 ووعد بمنحها"ضمانات كافية لطمأنتها أن الاممالمتحدة تحترم سيادة السودان ولا تعتزم فرض اي نوع من الوصاية عليه او التدخل في شؤونه". وأفاد المسؤول أن أكول اتفق وأنان على"تكثيف الحوار من اجل تفادي مواجهة بين السودان ومجلس الامن يمكن ان تهدد السلام". إلى ذلك، أعلنت الأممالمتحدة أنها حصلت على وعود بالمشاركة في القوة الدولية المقترحة لحفظ السلام في دارفور، خلال اجتماع عقدته الدول المحتملة مساهمتها في تلك القوة الاثنين. وقال مندوبون شاركوا في الاجتماع المغلق إن النروج عرضت 250 من الخبراء في العمليات اللوجستية والمساهمة مع السويد في تقديم كتيبة من المهندسين، كما تعهدت تنزانيا ونيجيريا وبنجلادش تقديم جنود من المشاة. وقال مسؤول الشؤون الأفريقية في دائرة حفظ السلام في الأممالمتحدة دميتري تيتوف إن الأممالمتحدة"تدرس إمكان تعزيز القوات الأفريقية المنتشرة حالياً في دارفور بقوات من بلدان آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية"، مشيراً إلى أن روسيا"تشارك بفعالية في هذه المهمة". وفي المقابل، قللت الخارجية السودانية من شأن المحاولات التي تقوم بها الأممالمتحدة للحصول على التزامات بالمساهة في قوة دارفور، ورحبت بتعزيز قوات الاتحاد الافريقي لوجستياً وعسكرياً وباستمرار الحوار مع المجتمع الدولي. وكررت تحذير الرئيس عمر البشير من مغبة"تحويل السودان الى عراق آخر". وقال نائب المندوب السوداني لدى الأممالمتحدة السفير الصادق المقلي ل"الحياة"أمس إن"موافقة عدد من الدول على المشاركة بقوات لنشرها في دارفور لا يعني تنفيذ القرار 1706 لأن أنان أكد أن هذه القوات لن تدخل السودان إلا بموافقة الحكومة، فضلاً عن ان هناك مشاورات جارية بين الخرطوموالاممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، كما ان المبعوث الرئاسي الاميركي سيزور البلاد الشهر المقبل". في غضون ذلك كشف المبعوث الرئاسي الأميركي الجديد إلى السودان أندرو ناتسيوس عن زيارة يعتزم القيام بها إلى الخرطوم"قريباً"لإقناع الحكومة السودانية بقبول قوات دولية في دارفور، وتشجيع المتمردين في الإقليم على وقف القتال. وحذر ناتسيوس من أن لواشنطن خططاً بديلة للتعامل مع الوضع في دارفور، إذا فشلت مساعيها الرامية إلى ارسال قوات من الأممالمتحدة إلى المنطقة. وقال ناتسيوس في مقابلة مع صحيفة"يو إس ايه توداي"الأميركية نشرتها أمس، إن أبرز أولوياته هو"إيقاف الابادة الجماعية في دارفور"، واصفا مهمته الجديدة بأنها"الأصعب"في تاريخه المهني. وكشف أن للإدارة الاميركية خطتين بديلتين للتعامل مع الوضع في دارفور، في حال فشل الجهود الحالية لحل الازمة. لكنه رفض الخوض في تفاصيلهما. إلى ذلك، قال القائم بالأعمال الاميركي في الخرطوم أمس إن تقييد حركة الرئيس السوداني عمر البشير والوفد المرافق له خلال اجتماعات الاممالمتحدة في نيويورك"غير متعمد ونجم عن سوء فهم". ونسبت وكالة الانباء السودانية الرسمية إلى الديبلوماسي الأميركي قوله خلال لقائه وزير شؤون رئاسة مجلس الوزراء دينق الور كوال إن"لبساً حدث بسبب قدوم الوفد السوداني إلى نيويورك من هافانا، حيث لا توجد سفارة اميركية، ما نجم عنه سوء فهم عند منح التأشيرة التي حددت حركة الوفد بمسافة 25 كيلومتراً من الأممالمتحدة". وأكد أن"السفارة الأميركية في الخرطوم لا تفرض أي قيود على زيارات المسؤولين السودانيين إلى اميركا عند منحهم التأشيرات".