رد أمس الرئيس السوداني عمر البشير بعنف على انتقادات وجهها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى حكومته التي حملها مسؤولية استمرار قتل المدنيين في دارفور واتهمها بالفشل في حماية مواطنيها. واعتبر البشير تصريحات أنان"دعوى فارغة وباطلة"، متهماً المجتمع الدولي ب"تشجيع"متمردي"جبهة الخلاص الوطني"في الإقليم. وكان أنان قال إن الحكومة السودانية قد يتعين عليها أن توضح"في شكل فردي وجماعي"أسباب عدم حمايتها مواطني دارفور من جرائم القتل والاغتصاب. وقال للصحافيين في نيويورك مساء أول من أمس:"أعتقد أن مسؤولية حماية المواطنين هي مسؤولية الحكومة في الخرطوم... والواضح أنها غير قادرة على فعل ذلك في ضوء كل الصعوبات التي نراها في دارفور من قتل واغتصاب وتدمير". وأشار إلى أن المجتمع الدولي عرض المساعدة. لكن الحكومة رفضت ذلك برفضها قوات مشتركة لحفظ السلام بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وقال:"عليهم الرد في وقت مناسب في شكل جماعي وفردي على ما يحدث في دارفور. وأعتقد أنه يجب علينا أن نكون واضحين في شأن تحديد أين يوجد الفشل والصعوبات". ووصف رسالة تلقاها من البشير الأسبوع الماضي بأنها"غامضة كثيراً". إلا أن الرئيس السوداني رفض اتهامات أنان. وأكد خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس أن متمردي"جبهة الخلاص الوطني"مسؤولون عن الاضطرابات الاخيرة في دارفور. وقال:"كلما حققنا نجاحاً نجد أن الأصوات تعلو بدعاوى فارغة وباطلة. إذا كانت هناك أي مشاكل في دارفور، فهي بسبب نشاط جبهة الخلاص التي تم تشكيلها بعد اتفاق أبوجا"للسلام. واعتبر أنه"تم تشكيل هذه القوة بسبب التشجيع الواضح من الأسرة الدولية، على رغم أن اتفاق السلام ينص على محاسبة أي طرف لم يوقع أو يعطل السلام، لكن الأسرة الدولية تسكت عما تقوم به جبهة الخلاص للقضاء على الفصيل الموقع حركة تحرير السودان برئاسة مني أركو مناوي ومحاربة الحكومة". وأكد أن الجبهة"تلقت دعماً ضخماً يتمثل في أسلحة ومعدات وعربات عبر الحدود، ولم يجد هذا العمل إدانة". ولفت إلى أن المتمردين"وصلوا حتى ثلاثين كلم من الفاشر عاصمة شمال دارفور ولكن في كل مرة تتحرك فيها القوات المسلحة نواجه بالاتهامات... كيف نُمنع من التصدي لجبهة الخلاص ونطالب بحماية المدنيين؟". وكان البشير رفض نشر أي قوات من الأممالمتحدة في دارفور. لكنه قال إن في امكانها مساعدة قوة الاتحاد الافريقي في الامداد والتموين. وشدد أنان في تصريحاته أول من أمس على أن مجلس الأمن لن يتحمل كلفة أي قوات في دارفور إلا"إذا كان واثقاً من أننا سنستطيع نشر قوة عملية وفعالة على الأرض تحقق قدراً من الأمن". إلى ذلك، قال مسؤول أميركي إن مبعوث الرئيس جورج بوش الخاص إلى السودان أندرو ناتسيوس سيزور الخرطوم الأسبوع المقبل، في مسعى لإقناعها بقبول قوة دولية"مختلطة"للمساعدة في تهدئة العنف في دارفور. واضاف أن ناتسيوس الذي يبدأ زيارته اليوم سيعرج على دارفور وجنوب السودان قبل أن يسافر إلى تشاد المجاورة الخميس المقبل. وأشار إلى أن السبب الرئيسي للزيارة هو"محاولة مواصلة حض"الحكومة السودانية على قبول قوة مختلطة بين الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور.