قتل عشرات من مقاتلي"طالبان"في أحدث اشتباكات في جنوبأفغانستان حيث خاضت القوات الأجنبية والحكومية معارك شرسة في الأسابيع الأخيرة. وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أمس، ان 40 مقاتلاً"طالبانياً"قتلوا في معركة مع القوات الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي في ولاية هلمند جنوبأفغانستان أول من أمس. وافادت الوزارة أن"قاعدة للعدو دمرت تماماً"في منطقة جيريشك في الولاية. وأعلنت قوة حلف الأطلسي البالغ قوامها 20 ألف فرد أمس، ان 23 مقاتلاً لقوا حتفهم في اشتباكين بمناطق أخرى من الولاية خلال الأيام الأخيرة. وتمر أفغانستان بأكثر المراحل دموية منذ إطاحة نظام"طالبان"عام 2001 . وقال قائد الجيش البريطاني لهيئة الإذاعة البريطانية ان مقاتلي الحركة أثبتوا أنهم خصم اكثر صعوبة مما كان متوقعاً بالنسبة الى القوات البريطانية في أفغانستان. واعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت في حديث الى شبكة"سكاي نيوز"ان القوات البريطانية تقوم ب"عمل ممتاز"في العراقوأفغانستان، وأقرت ان قدراتها تخضع"لضغوط". وقتل أكثر من 130 جندياً من القوات الأجنبية معظمهم من الأميركيين والبريطانيين والكنديين أثناء القتال أو في حوادث خلال عمليات هذا العام. وأثارت أعمال العنف مخاوف في البلاد بعد ان خيم تفاؤل نتيجة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ناجحة عامي 2004 و2005 . ويقول منتقدون ان الغرب كان يجب أن يبذل المزيد من الجهد لتحقيق السلام والتنمية بعد إطاحة"طالبان"التي تستغل الاستياء من الحكومة بسبب الفقر والفساد. الملا عمر من جهة أخرى، كشفت صحيفة"ذي صنداي تلغراف"الصادرة في لندن أمس، أن زعيم"طالبان"الملا محمد عمر كان اللاعب الرئيسي وراء اتفاق السلام المثير للجدل الذي أبرمه أنصار الحركة في شرق باكستان مع إسلام آباد. وقالت إن الزعيم الفار الذي وضعت الولاياتالمتحدة جائزة مالية قدرها 10 ملايين دولار ثمناً لرأسه، وقّع رسالة تصادق على الهدنة التي أُعلن عنها الشهر الماضي. وأضافت أن الصفقة بين السلطات الباكستانية والميليشيات المؤيدة لحركة"طالبان"في المنطقة القبلية الباكستانية المجاورة لأفغانستان، هدفت إلى إنهاء خمس سنوات من حمامات الدم هناك، ونصت على إنهاء الحملة العسكرية التي تشنها إسلام آباد بدعم من الحكومة الأميركية في مقابل قيام زعماء القبائل في وزيرستان الذين قدموا ملاجئ آمنة لمقاتلي"طالبان"وتنظيم"القاعدة"لأكثر من خمس سنوات، بوقف الهجمات على القوات الباكستانية التي فقدت أكثر من 500 جندي في المعارك الأخيرة. وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقة جوبهت بانتقادات واسعة وأنها كانت سخية أكثر من اللازم ولم تحصل على وعد من"طالبان"بعدم تجاوز الحدود الباكستانية للدخول إلى أفغانستان، بغية شن هجمات ضد قوات التحالف، كما أنها ستسبب إحراجاً جديداً للرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف الذي التقى نظيره الأميركي جورج بوش في واشنطن يوم الجمعة الماضي، لمناقشة الأوضاع الأمنية في المنطقة. وقالت الصحيفة إن أفغانستان اتهمت وفي شكل متكرر باكستان التي تعد حليفة للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، بالتقصير في اتخاذ الإجراءات المطلوبة لتطهير مناطقها الحدودية من مقاتلي"طالبان"، وهي مزاعم نفتها إسلام آباد بشدة. ونسبت"ذي صنداي تلغراف"إلى زعماء قبائل في جنوب وزيرستان قولهم"إن الملا عمر أرسل الملا دادالله الذي يقود الحملة في جنوبأفغانستان ويعد أحد أبرز قادته وأشرسهم، إلى باكستان لتوقيع هدنة مع الميليشيات المحلية في مناطق القبائل المجاورة لأفغانستان". كما نقلت عن الزعيم القبلي والعضو السابق في المجلس الوطني البرلمان الباكستاني لطيف أفريدي قوله:"أن أياً من زعماء القبائل الباكستانية ما كان ليوقع على الاتفاق لو أن الملا عمر لم يطلب منه ذلك، وهو لا يمثل اتفاق سلام بل قبولاً بدور طالبان على أراضي باكستان". الهند: متسللون باكستانيون على صعيد آخر، قال مسؤولو أمن هنود أمس، ان الجيش قتل سبعة باكستانيين في حادثين منفصلين في شمال الهند وغربها، فيما كانوا يحاولون العبور من باكستان بطريقة غير مشروعة. وقتل أربعة يشتبه في كونهم من المتشددين في اشتباك مع الجنود في الشطر الكشميري الواقع تحت سيطرة الهند. ويأتي الاشتباك بين الجيش الهندي ومن يشتبه بأنهم متشددون إسلاميون موالون ل"طالبان"و"القاعدة"في المنطقة الواقعة بجبال الهيمالايا بعد أيام من عرض جماعة حزب المجاهدين اكبر الجماعات المتشددة في كشمير هدنة مشروطة خلال شهر رمضان.