إسلام آباد – رويترز، أ ف ب، يو بي أي - استعاد الجيش الباكستاني، للمرة الثالثة منذ بدء حملته العسكرية ضد مقاتلي حركة «طالبان باكستان» في اقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب) قبل اسبوع، السيطرة على بلدة كوتكاي، مسقط زعيم الحركة حكيم الله محسود وقاري حسين محسود المعروف بكونه «قائد الانتحاريين»، وذلك بعد معارك ضارية شهدت تدخلاً كثيفاً لسلاحي الجو والمدفعية التابعين للقوات الحكومية. وأعلن الجيش ان جنوده باشروا تطهير البلدة من المقاتلين، مشيراً الى مقتل 13 متشدداً على الاقل في القتال. كما اكد تقدم جنوده في اتجاه كانيغوروم، وهي معقل آخر للحركة. وقتل حوالى 146 متمرداً و22 جندياً باكستانياً منذ بدء الهجوم البري بحسب حصيلة اعدّها الجيش ولا يمكن التحقق منها من مصدر مستقل بسبب صعوبة الوصول الى مناطق القتال. واشتكى جاك دو مايو، رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنوب آسيا من الارتفاع «القوي والمقلق جداً» لعدد الضحايا المدنيين في جنوب وزيرستان التي نزح منها 120 الف مدني منذ بدء المعارك. وفي اقليم وادي سوات القبلي ايضاً (شمال غرب) والذي اعلن الجيش تطهيره من مقاتلي (طالبان) في تموز (يوليو) الماضي، اعلن الجيش مقتل قائد متشدد بارز يدعى كريم زادة في اشتباك وتوقيف 45 مشبوهاً في التورط بأعمال عنف مسلحة في مناطق مختلفة من روالبندي المجاورة للعاصمة إسلام آباد. على صعيد آخر، قتل 22 شخصاً على الاقل بصاروخ اطلقته طائرة استطلاع اميركية تعمل من دون طيار على منزل في قرية دمادولا التي تبعد مسافة 15 كيلومتراً من خار كبرى مدن اقليم باجور القبلي (شمال غرب). وأكد مسؤولون امنيون ان جميع القتلى متمردون بينهم ثلاثة مقاتلين اجانب، مشيرين الى ان الغارة الجوية استهدفت اغتيال القائد في «طالبان» الملا فقير محمد، «لكنه غادر المنزل قبل عشر دقائق من القصف»، مرجحين مقتل اثنين من افراد اسرته على الاقل. وكانت القوات الباكستانية شنت عملية واسعة ضد المتشددين في مهمند وباجور في آب (اغسطس) 2008. وأعلنت في شباط (فبراير) الماضي انه جرى تطهير الاقليمين، لكن لا تزال تسجل فيها حوادث. ومنذ العام 2008، شنت طائرات اميركية تعمل من دون طيار 70 هجوماً في مناطق القبائل اسفرت عن مقتل 600 شخص بينهم الزعيم السابق ل «طالبان باكستان» بيت الله محسود في الخامس من آب الماضي. الى ذلك، اشاد المبعوث الاميركي الى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك ب«تصميم» باكستان في مواجهة المقاتلين الاسلاميين في وزيرستان، مشيراً الى ان «معرفة اذا كان العدو الذي يقاتلونه جرى تفريقه او تدميره تحتاج الى وقت، علماً انها مسألة بالغة الاهمية بالنسبة الى الولاياتالمتحدة». وأضاف: «نحن معجبون جداً بالتصميم الباكستاني والدعم الذي يلقاه الجيش منذ الهجوم الذي اطلق في الربيع على وادي سوات، وإشراك هذا الكم من القوات في المعركة». وتابع: «يعلمون طبيعة التحدي»، مشيداً برئيس اركان الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق كياني.