التغيير مضر أحياناً، وخصوصاً ، إذا حصل فجأة وبتراً . فجأة، ولو منذ سنوات، انقطعت الفوازير عن الشاشة الرمضانية. الفوازير على غرار تلك التي كانت تنفّذها نيللي ثم شيريهان فنيللي مجدداً. ليس لأنهما كانتا تحتكران هذه الأعمال. ففي الذاكرة،"جوجلة"أسماء قبل التقرير. وكل سنة، تدور تساؤلات حول من ستتولى الفوازير لتستهلّها ب"حزّر فزّر"... لأن الاعتبار كان لقدرات المؤدّية: تمثيل، غناء، رقص، حيوية، قدرة على التحمّل... وأخيراً، جمال... أو أن الذاكرة تخون؟ ثم درجت فوازير"مقلّدة"في محطات أخرى، آلت، حاضراً، إلى برامج"تربيح فوري"، مثلما يفعل وجه تلفزيوني ديناميكي تعوّد على التربيح أيضاً، إذ كان يعاجل المتصّل ويقول له:"ربحتَ"، قبل أن يعرّف عن نفسه. وأصابت عدواه برامج المحطة التي يعمل فيها. وفي رمضان هذا العام، تتنافس في مسلسلات - عددها أكثر مما كان في العام الماضي - وجوه بطولات يحيى الفخراني ونور الشريف وليلى علوي والهام شاهين، ووجوه الفنانات سهير رمزي وسهير البابلي وصابرين، بعد احتجاب بسبب الحجاب، ووجه المطربة وردة الجزائرية التي ستطلّ في بطولتها الأولى ونتمنّى لوجهها شدّة البأس... وهذه الوجوه المصرية يُتوقّع لها أن تلقى منافسة حامية من وجوه بطولات سورية، مثل: سلاف فواخرجي، سلوم حداد، ، أيمن زيدان، نادين، إلى وجوه خليجية أخرى... ولعلّ حضور وجه البطولة المشترك، جمال سليمان السوري، في مسلسل مصري، سيخفّف من"وطيس"المنافسة. والمشكلة أن الوجوه نفسها تحتل مرتبة البطولة، كل رمضان، في المسلسلات المصرية أكثر منها في المسلسلات السورية التي تُعتبر أكثر تنويعاً وتلويناً. كيف يُعقل أن يكون نور الشريف ويحيى الفخراني بطلين"على طول"؟ ألا يشعران والمخرجون معهما بنزوع ما نحو لعب دور"الحرامية"؟ الجواب جاهز: في مسلسل رمضاني واحد، يمثل وجه البطولة المصري الواحد المذكّر دور بطل ودور حرامي معاً، وعادة بسبب فقدان الذاكرة، أو اضطراراً لإنقاذ وجه البطولة المؤنّث المقابل. وهذه السنة، لا نعرف، بعد، بالضبط"أسباب التكرار"التي تنتظرنا. فحتى الأسباب المادية - على شكل مساهمة في الإنتاج - لا تبرر التكرار، و"شراء"دور البطولة. ومن الممثلين المصريين، وحدها عبلة كامل تستحق تكرار إطلالتها كل عام، لأنها وحدها التي لا تمثّل بوجهها فقط. والتمنّي أن لا يصيب الوجوه الشابة مصاب الوجوه العجوزة. غابت الفوازير ولا أسف على ذلك، الأسف على شرط الاشتراك فيها، وعلى طفرة التكرار وسوء إدارة القدرات والوجوه. وفي هذا الشأن، لا ضير، أبداً، في التغيير... فجأة وبتراً.