توقعت مصادر عراقية مواجهات قريبة بين القوات الأميركية والعراقية من جهة و"جيش"المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر من جهة أخرى، فقد قتل أحد قادة"الجيش"في البصرة أمس، وتشن القوات الأميركية عمليات دهم في أحد حياء بغداد، حيث يكثر أنصاره. وقد اعتقلت حراس نائب من الكتلة الصدرية، التي قدمت مشروع قانون الى البرلمان"لإنهاء ولاية قوات الاحتلال"وهددت بتعليق عضويتها. الى ذلك، أرجأ البرلمان مرة أخرى مناقشة مشروع قانون الفيديرالية بعد اتفاق الكتل الرئيسية فيه على ذلك، فيما تواصلت أمس أعمال العنف حاصدة أكثر من 60 شخصاً، آخرها قصف بالهاون استهدف مساء أمس منازل في منطقة ابو دشير الشيعي في حي الدورة جنوببغداد ما أدى الى مقتل 10 أشخاص واصابة 20. وجاء ذلك غداة تحذير الامين العام للامم المتحدة كوفي انان من" انزلاق"العراق الى"حرب اهلية واسعة النطاق"داعياً المجموعة الدولية الى اتخاذ خطوات عاجلة للحؤول دون ذلك. وشهدت البصرةجنوبالعراق توتراً أمنياً شديداً أمس بعد قتل القوات البريطانية أحد قادة"جيش المهدي"في المدينة حبيب جاسم العبادي، فيما تضاربت المعلومات عن كيفية حصول ذلك. فقد أبلغ الشيخ عبدالكريم الغزي إمام وخطيب مكتب الشهيد الصدر"الحياة"أن"قوة من ست سيارات عسكرية بريطانية تساندها مروحية أحاطت ليل أول من أمس بمنزل العبادي ودهمته ثم اعتقلته وقتلته ومثلت بجثته وألقت بها في الشارع". وقال النائب عن التيار الصدري عقيل عادل حسين ان"القوات البريطانية تصرفت بصورة وحشية بإعدامها هذا الرجل في مجمع السفارة". واضاف:"أصبنا بصدمة نتيجة هذا الحادث الذي لن نسكت عنه". لكن الناطق باسم القوات البريطانية المايجور تشارلز بربريدج أعلن أن العبادي أطلق النار على قواته، موضحاً:"كنا نقوم بعملية تفتيش واقتربنا خلالها من احد المنازل حيث تعرضت الدورية لاطلاق نار من اسلحة خفيفة". واضاف:"رددنا على مصدر النار فقتل احد المسلحين وأصيب احد الجنود في الحادث". وزاد ان العبادي"قتل عندما اطلق النار على الدورية التي كانت تنوي تفتيش منزله". وجاء مقتل العبادي ضمن سلسلة من عمليات الاعتقال والقتل طاولت العديد من قادة وعناصر"جيش المهدي"في البصرةوبغداد وكربلاء تتهمهم القوات الأميركية والبريطانية بالتورط في عمليات مسلحة. وكان مقاتلو"جيش المهدي"في الديوانية خاضوا الاسبوع الماضي مواجهات دامية مع الجيش العراقي أودت بحياة قرابة 40 شخصاً، فيما ذكرت تقارير أمنية ان قوات اميركية وعراقية مشتركة تشن حملة دهم في منطقة الشعب المجاورة لمدينة الصدر، معقل انصار"جيش المهدي"ويعتقد ان عمليات الدهم في تلك المدينة ستفجر أزمة جديدة. واتهم رئيس الكتلة الصدرية النائب فلاح شنيشل القوات الاميركية"بمحاولة جر التيار الصدري الى مواجهة جديدة على غرار مواجهات النجف عام 2004 كعقاب على مواقفه الوطنية". وأكد ان"تعليمات السيد مقتدى الصدر نصت على عدم الانجرار الى مثل تلك المحاولات". الى ذلك، طالب برلمانيون عراقيون بتحديد دور القوات المتعددة الجنسية في العراق قبل تجديد فترة بقائها نهاية العام الجاري، فيما طالبت الكتلة الصدرية البرلمان بإصدار قرار"لإنهاء ولاية قوات الاحتلال على العراق". ودعت في مذكرة رسمية قدمتها امس الى مجلس النواب الى وضع جدول زمني لخروج هذه القوات وتسليم الحكومة العراقية الملف الامني بالكامل وإلغاء عمل المستشارين الاجانب في الوزارات كافة بما فيها وزارتا الدفاع والداخلية.