قد يصبح كيث أليسون المحامي الأسود البالغ الثلاثة والأربعين من عمره والذي فاز بانتخابات تمهيدية للحزب الديموقراطي في ولاية مينيسوتا شمال، أول مسلم عضو في الكونغرس خلال الانتخابات التشريعية التي تنظم في السابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وهزم اليسون، وهو من منتقدي الرئيس جورج بوش والحرب على العراق، ستة مرشحين يتنافسون على مقعد النائب الديموقراطي مارتن سابو الذي سيحال الى التقاعد، بحصوله على 41 في المئة من الأصوات. وفي تشرين الثاني، سينافس اليسون في هذه الولاية ثلاثة مرشحين هم جمهوري ومرشح مستقل وآخر من حزب الخضر. وفي حال فاز في الانتخابات، سيكون اول برلماني اسود عن ولاية مينيسوتا وأول مسلم عضو في الكونغرس. وفي حين يكثف خصومه من انتقاداتهم له، اضطر اليسون الى الدفاع عن نفسه من اتهامات معاداة السامية وتبرير أسباب تعليق السلطات رخصة قيادته لعدم تسديده غرامات وتخلفه عن دفع الضرائب في التسعينات. وأعلن اليسون تأييده حق المرأة في الإجهاض وطالب بالانسحاب الفوري للقوات الأميركية من العراق لكنه اعتبر ان التدخل في أفغانستان كان ضرورياً"لأن الأشخاص الذين خططوا لاعتداءات 11 أيلول، كانوا في هذا البلد". وفي الأحياء التي تقيم فيها الطبقة العاملة في مينيابوليس حيث تكون نسبة المشاركة في الانتخابات ضعيفة عادة، يركز اليسون حملته الانتخابية على ثلاثة محاور هي أهمية إرساء السلام في العالم وتوفير الضمان الصحي للجميع واقتصاد اكثر إنصافاً. وصرح:"علينا ان نحرص على عدم تهميش الأشخاص في مجتمعنا. على الجميع أن يلعبوا دوراً". وأضاف"لا يمكننا استثناء الطبقة المتوسطة والمسنين والطلاب والمشردين وضحايا الكوارث الطبيعية فهؤلاء جزء من مجتمعنا وعلينا تأمين حاجاتهم". وولد اليسون في ديترويت ميشيغان شمال في عائلة كاثوليكية واعتنق الإسلام وهو في التاسعة عشرة وأكد ان للمسيحية والإسلام قيماً مشتركة. وانتقل اليسون للعيش في مينيسوتا في 1987 وحاز شهادة في الحقوق وانتخب عضواً في مجلس النواب المحلي في حي شمال في مينيابوليس. ولا يزال يعيش اليوم في عاصمة مينيسوتا التي باتت تضم اكبر جالية صومالية في الولاياتالمتحدة بعدما استقطبت في الماضي الروس والأفارقة ومهاجرين من اصل أميركي لاتيني. ويشدد اليسون في حملته على التعددية الثقافية. ويؤكد ان"التحدي الأكبر هو إقناع عدد اكبر من السكان بأنهم جزء من الحياة السياسية الأميركية وبالمشاركة فيها بصورة اكبر". ولا يفوت خصوم اليسون فرصة للتذكير بأنه شارك في مسيرة الأفارقة الأميركيين التي نظمها في واشنطن في 1995 زعيم أمة الإسلام في الولاياتالمتحدة لويس فرقان. ويؤكد اليسون ان علاقاته مع أمة الإسلام، المعروفة بمواقفها المعادية لليهود والبيض ومثليي الجنس، اقتصرت على تنظيم وفد مينيسوتا المشارك في هذه المسيرة والتي ضمت سوداً يريدون تغيير ظروف العيش في أحيائهم. وأخيراً وصف المسؤول عن الجمهوريين في مينيسوتا رون كاري، اليسون بأنه"عار وطني بسبب مواقفه المتشددة". ورد اليسون بالقول إن"هذه الاتهامات مغرضة في خضم الحملة الانتخابية". الاعتداءات على المسلمين على صعيد آخر، ذكرت إحدى الجماعات الحقوقية أن عدد التقارير التي تتحدث عن وقوع جرائم الكراهية والتحرش والتفرقة ضد المسلمين، ارتفعت في الولاياتالمتحدة بنحو 30 في المئة خلال العام الماضي لتصل إلى أكثر من 2100 حادثة. وأشار إحصاء لمجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية كير إلى أن عدد شكاوى الحقوق المدنية التي حقق فيها، هو الأعلى منذ الارتفاع الكبير الذي حدث في أعقاب هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. وارتفع عدد الشكاوى إلى 1972 بدلاً من 1522 شكوى تم تقديمها في العام الذي سبقه. وكانت النسبة الأعلى بلغت 25 في المئة في ما يتعلق بسوء المعاملة في مكان العمل، على رغم تراجع نسبة الشكاوى التي تتعلق بالأعمال التي يملكها مسلمون. إضافة إلى ذلك، تلقت الجماعة خلال العام الماضي، 153 تقريراً بأعمال كراهية للمسلمين معظمها يتعلق بتوجيه تهديدات والتشويه والهجمات على المساجد، في مقابل 141 شكوى تلقتها الجماعة في عام 2004. وحذر التقرير الذي صدر بعد أسبوع من الذكرى الخامسة لهجمات 11 أيلول، من أن الأفعال المناوئة للمسلمين والعرب ومواطني جنوب آسيا، ستستمر لتكون مشكلة اجتماعية في الولاياتالمتحدة.