اعرب زعماء المسلمين في الولاياتالمتحدة عن غضبهم من سياسة الادارة الحالية للرئيس جورج بوش، مشيرين الى معاناتهم في اطار سياسة الحرب على الإرهاب. وتعهدوا حشد مليون صوت ضد بوش في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في وقت مالوا الى التخلي عن تركيزهم السابق على الصراع العربي -الاسرائيلي لمصلحة المطالبة بحقوقهم المدنية. واعلن زعماء المجتمع الاسلامي لشمال اميركا، في اجتماعهم السنوي في شيكاغو اول من امس، خططهم لتسجيل مليون ناخب مسلم وجعل الحقوق المدنية اولوية في تبني أي مرشح للانتخابات الرئاسية عام 2004. وتأتي مناهضة المسلمين في اميركا لبوش في وقت تبدو فرص المرشحين الديموقراطيين التسعة المنافسين له ضئيلة. وقال نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الاميركية - الاسلامية إن المسلمين الذين تراوح اعدادهم بين مليونين واربعة ملايين يواجهون قريباً "وقتاً حاسماً للإسلام في اميركا"، مشيراً الى الانتخابات المقبلة. واضاف: "لا يمكننا تسليم مستقبلنا ومصيرنا الى الكراهية في هذا البلد". وكان الزعماء المسلمون تبنوا للمرة الاولى، بوش مرشحاً واحداً لهم في الانتخابات الرئاسية، بعدما ظن الكثيرون انه سيتبع سياسة متشددة حيال اسرائيل. وبحسب تصريحاته اثناء حملته الانتخابية السابقة، اعتقد المسلمون أن بوش سيقوم بحماية حقوق المهاجرين الذين يواجهون الترحيل، ما دفعهم لاحقاً الى الاعراب عن خيبة املهم من سياسته. وفي اعقاب هجمات 11 أيلول سبتمبر، ارتفع رصيد بوش لدى المسلمين اثر زيارته لمسجد واعتباره الاسلام ديناً مسالماً. ولكن منذ ذلك الوقت، اعتقلت السلطات الاميركية مئات المهاجرين واغلقت المؤسسات الخيرية المسلمة التي تشتبه بعلاقاتها مع الإرهابيين، وحصلت على سلطات واسعة لمراقبة المواطنين بناء على "القانون الوطني" الذي اقره الكونغرس بعد هجمات ايلول. وتدعي الإدارة الاميركية ان هذه الممارسات ضرورية من اجل الامن الاميركي، فيما يعتبر المسلمون الاميركيون انهم تحولوا الى كبش فداء للإدارة من خلال تلك السياسات التعسفية. وكانت الاعتداءات العنصرية التي استهدفت المسلمين في الولاياتالمتحدة بعد هجمات ايلول دفعت الكثير من المسلمين هناك الى الدفاع عن ايمانهم، فيما اعلنت التنظيمات الإسلامية الوطنية ارتفاعاً دراماتيكياً في الأعضاء الجدد والتبرعات. وبدأ المسلمون الذين لم يهتموا سابقاً بالادارة الاميركية، بدعوة رؤساء البلديات والحكام وحتى عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي الى المساجد للتعرف الى الدين الاسلامي. ومن خلال تركيزهم على الحقوق المدنية، يعترف الزعماء المسلمون بأنهم قد يؤيدون مرشحاً يختلف معهم حول السياسة الخارجية، خصوصاً في ما يتعلق بالصراع العربي - الاسرائيلي. ويرى الزعماء المسلمون ان عليهم الاتسام بالواقعية في وقت يحاولون التأثير بقوة في الإدارة الاميركية. وتعهدوا توسيع تحالفاتهم من خلال العمل على تحسين التعليم ومحاربة الجريمة وحماية البيئة. وقال عوض: "لسنا مجتمعاً له قضية واحدة"، في اشارة الى الصراع العربي - الاسرائيلي. وكان الزعيم المسلم الاسود امام الدين محمد اعلن اول من امس استقالته من المجتمع المسلم لشمال اميركا، لكنه وعد بمواصلة العمل لمصلحة القضايا المسلمة.