اعربت منظمة المؤتمر الإسلامي أمس عن دهشتها من الحملة المفاجئة للبابا بنديكتوس السادس عشر على الإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام، وأملت المنظمة"ألا تكون هذه الحملة المفاجئة معّبرة عن توجه جديد لسياسات الفاتيكان إزاء الدين الإسلامي، خصوصاً بعد عقود من الحوار جمعت رجال الفاتيكان ورجال الدين والفكر في العالم الإسلامي منذ عهد البابا الأسبق بولوس السادس". وكان البابا القى الثلثاء خلال زيارة لالمانيا محاضرة في طلاب جامعيين عن العلاقة التاريخية بين الدين والعقل، اشار فيها الى ان الاسلام لا يدين بالشدة المطلوبة العنف الذي يمارس باسم الايمان، واقام مقارنة بينه وبين الديانة المسيحية المشبعة بالفلسفة الاغريقية. وقال البيان:"ألقى قداسة بابا الفاتيكان بندكتوس السادس عشر، محاضرة يوم الثلثاء الماضي 12 أيلول سبتمبر في جامعة ريجنسبرغ في ألمانيا... تعرض في مقدمتها إلى الإسلام، وإلى شخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى صفات الله في القرآن الكريم". وأضاف البيان:"وتأسف منظمة المؤتمر الإسلامي للاقتباس الذي أورده البابا عن سيرة الرسول الكريم وعما أسماه بنشر الإسلام بحد السيف، كما تأسف للمغالطات الأخرى المسيئة للعقيدة التي وردت في نص المحاضرة". وكان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أكد في تصريح الى"الحياة"انه كلف مجمع الفقه الإسلامي بالتثبت من صحة ما نسب الى البابا"قبل أن نستعجل في الرد". وبعد نحو أربع ساعات أصدرت المنظمة البيان الذي جاء فيه:"ويأتي أسف المنظمة لهذه الحملة لأنه لم يكن هنالك ما يبرر إقحامها في نص المحاضرة لأنها خارجة عن السياق، وعن الفحوى الأساس لها، باعتراف قداسته شخصياً، ولأنها تسيء إلى سيرة النبي الذي تتهمه بإتيان الشرور وكل ما هو غير إنساني، في تناقض كبيير لما أُثر عنه عليه السلام عبر العصور من كونه رحمة للعالمين". وأضاف البيان:"كما أن نعته انتشار الإسلام في العالم بكونه تم عن طريق"إراقة الدماء والعنف مما يتعارض مع طبيعة الله"، اتهام باطل على جهل بالدين الإسلامي وتاريخه". وحذر البيان من أنه:"لما كان الإسلام قد بجل كل الأنبياء المرسلين، وخص منهم بالذكر النبي عيسى عليه السلام وأمه الطاهرة مريم أبنة عمران... فإن المنظمة تربأ بنفسها عن الخوض فيما قامت به الكنيسة من حروب صليبية وحروب دينية في أوربا وتنكيل بالمسلمين في محاكم التفتيش باسم رسالة المسيح السمحة". الى ذلكاف ب، قال الناطق باسم الفاتيكان، في رد على موجة الاستياء التي خلفتها في العالم الاسلامي تصريحات البابا خلال زيارته لالمانيا، ان الحبر الاعظم يحترم الاسلام، لكنه"حريص على رفض استخدام الدافع الديني مبررا للعنف". وقال الاب فيديريكو لومباردي في تصريح رسمي ان البابا"يريد ان ينمي شعور الاحترام والحوار حيال الديانات والثقافات الاخرى وبطبيعة الحال الاسلام". واضاف الاب لومباردي، مدير قاعة الاعلام في الفاتيكان:"من المناسب الاشارة الى ان ما يحرص عليه البابا هو رفض واضح وجازم لاستخدام الدافع الديني مبررا للعنف".