السحلب نبات عشبي واسع الانتشار، منه أنواع برية، وأخرى للزينة يطلق عليها اسم"الأوركيديا". وينمو السحلب برياً في الكثير من البلدان، كإيران واليونان والمغرب وأفغانستان وقبرص وسورية ولبنان وتركيا، ويعتبر السحلب الإيراني الأجود بينها. أما كلمة السحلب، بحد ذاتها، فيقال انها قد تكون محرّفة من كلمة"خصى الثعلب". وفي اللغة الفرنسية يطلق على السحلب اسم"أوركي"Orchis التي تعني الخصية، في إشارة الى وجود زوج من الدرنات الصغيرة المتلاصقة ببعضها البعض في شكل خصيتين. غير ان هناك من يعتقد بأن كلمة سحلب مأخوذة من"الاستحلاب"لأن مسحوق النبات المغلي، يخلط مع الحليب والسكر والعسل لصنع شراب هلامي لذيذ ومغذ ونافع. أيضاً يطلق على السلحب اسم غريب هو"قاتل أخيه"لأن إحدى الدرنتين تنمو على حساب الأخرى التي تضمحل وتصغر. والقسم المستعمل من نبات السحلب هو الدرنات الفتية التي تجمع، خلال فترة الإزهار، وقبل موت الساق، وبعدها تُجرى عملية تنظيف لهذه الدرنات، ثم تحزم بخيط لترمى بعده في الماء الساخن لدقائق معدودة بهدف قتل الجنين، وعلى أثر ذلك تُرفع الدرنات، وتجفف في الهواء، وبهذه الوسيلة يتم القضاء على الطعم المر والرائحة غير المحببة للدرنات. ما هي الخصائص التي يتمتع بها السحلب؟ إذا حاولنا ان نغوص كيميائياً في درنات السحلب لوجدنا انها تحتوي على مواد لعابية، ونشاء، وديكسترين، وسكاكر خماسية، وأملاح معدنية، وزيت طيار، ومواد بروتينية إضافة الى مركبات اخرى عدة. ونظراً الى احتواء السحلب على مواد لعابية ونشاء، فإن استعماله مفيد في وضع حد للإسهالات المزمنة التي نراها في بعض الأمراض الالتهابية، خصوصاً الدوسنطاريا. وفي بريطانيا يوصف السحلب لمرضى السل والناقهين. كما يوصف لعلاج حالات التسمم ولإيقاف النزف من الرحم ومن القرحة المعدية والإثني عشرية، وفي هذه الأخيرة يعمل مزيج السحلب على خلق طبقة عازلة بين الطعام وجدار المعدة والأمعاء. وغني عن التعريف ان شراب السحلب المحلى بالسكر والمضاف إليه الحليب والعسل والمكسرات والقرفة، هو شراب مغذ، لكن انتبهوا، فهو شراب يعج بالسعرات الحرارية.