وسّع الجيش اللبناني انتشاره على الحدود الجنوبية التي غاب عنها سنوات طويلة، وانجز اللواء الحادي عشر فيه، أمس، تمركزه في تسعة مواقع في القطاعين الأوسط والغربي في الجنوب اللبناني، بقيادة العميد وفيق حمود. وبدأت عملية الانتشار ظهراً، انطلاقاً من برج قلاويه وتبنين، وشملت بلدات: حولا، الطيبة، مركبا، دير سريان، القنطرة، عدشيت، القصير، وعلمان - الشومرية. واستثنيت كفركلا والعديسة ريثما تغادر القوات الإسرائيلية كلياً أطراف البلدتين، ويصار الى اقفال السياج على الحدود. واستقبل الأهالي الجيش، الذي غاب عن المنطقة 28 سنة، والذي استقر عناصره في عدد من المدارس والمنازل الشاغرة، بنثر الرز والورود والزغاريد. وكان الإسرائيليون انسحبوا ليل أول من أمس من أطراف مركبا - حولا ومشروع الطيبة. وفي الإطار نفسه، واصل الجيش اللبناني تعزيز مواقعه في كفرشوبا وشبعا وراشيا الفخار ومحيط الماري، وسيّر دوريات راجلة ومؤللة على المحاور كلها، وأقام حواجز ثابتة ومتنقلة اوقف عناصرها السيارات لتفتيشها والتأكد من سجلاتها والتثبت من هويات ركابها. وفي الوقت نفسه، عملت عناصر من سلاح الهندسة في الجيش على تفجير عدد من القنابل العنقودية والقذائف غير المنفجرة في محيط قرى حلتا، كفرحمام وراشيا الفخار، على ان تستمر الحملة لتشمل القرى والمناطق كلها. وفي موازاة ذلك، واصلت اسرائيل امس خرقها لقرار وقف العمليات الحربية، وانتهك طيرانها الحربي ظهر أمس، الأجواء اللبنانية. ونفذت 6 طائرات من طراز إف - 16 طلعات استكشافية عدة على ارتفاع خفيض فوق مرجعيون وحاصبيا والعرقوب ومجرى نهر الليطاني، وصولاً الى البقاع الغربي وإقليم التفاح. وكان سجل صباحاً تحليق لطائرة استطلاع بلا طيار من نوع"إم ك"فوق مزارع شبعا وعلى طول خط التماس مع قرى العرقوب المحررة، استمر زهاء نصف ساعة. كما سجلت تحركات غير عادية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مواقعها الأمامية على طول جبهة مزارع شبعا المحتلة وعند مشارف سهل الحولة - العباسية والغجر. وشوهدت شاحنات وملالات من طراز م - 113 تتنقل بين هذه المواقع ومرتفعات الجولان المحتلة. وأشارت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان أمس، الى أن طائرتين حربيتين إسرائيليتين آتيتين من فوق مزارع شبعا، اخترقتا أجواء الجنوب واتجهتا شمالاً وصولاً إلى شكا، وشرقاً إلى الهرمل. وواصلت القوات الإسرائيلية إعادة تأهيل الشريط الشائك الفاصل مع الأراضي اللبنانية، وعملت جرافتان على جرف الأتربة في محيط طريق عام العديسة - كفركلا من الجانب الإسرائيلي، كما عملت وحدات إسرائيلية على إصلاح السياج الفاصل في منطقة وادي هونين بمحاذاة موقع الدواوير الإسرائيلي. وأفاد أهالي بلدتي ميس الجبل وحولا أن قوة مشاة إسرائيلية تقدمت ليل أول من أمس، وأقامت حاجزاً بين البلدتين وأوقفت عدداً من السيارات وفتشتها قبل أن تعود من حيث أتت في محيط مستوطنة المنارة. وصول وحدات أجنبية ووصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي أمس، وفد ضم عدداً من الخبراء والعسكريين الروس، على متن طائرة عسكرية خاصة، وهم متخصصون بنزع الألغام وإعادة بناء الجسور والبنى التحتية، اذ من المقرر أن تساهم روسيا في هذا المجال. وكان في استقبال الوفد الروسي عدد من المسؤولين في السفارة الروسية في لبنان. كما وصلت طائرة روسية عسكرية خاصة نقلت المعدات اللازمة لإنجاز مهمة الخبراء. والى ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف أن روسيا سترسل نحو 400 عسكري إلى لبنان بحلول مطلع تشرين الأول أكتوبر المقبل. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن ايفانوف انه"يجرى حالياً تشكيل الكتيبة التي ستتألف من 350 إلى 400 عسكري". وستعمل الكتيبة في مناطق غير تلك التي تتمركز فيها قوات حفظ السلام الدولية، وستعمل على إعادة اعمار البنية التحتية التي دمرت خلال الحرب. وستنشر الكتيبة المؤلفة من مهندسين عسكريين وخبراء تفكيك متفجرات"خارج إطار كتيبة حفظ السلام على أساس اتفاق ثنائي مع لبنان". وفي السياق عينه، أفادت وكالة"فرانس برس"أن أربع سفن دورية نروجية مجهزة بصواريخ توجهت هذا الأسبوع إلى المياه الإقليمية اللبنانية حيث ستنتشر مطلع تشرين الأول المقبل في إطار القوة البحرية المكلفة محاربة تهريب الأسلحة، على ما أعلنت الحكومة النروجية أمس. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع النروجية الكومندان هيدي كريستن لانغفيك-هانسن إن سفن الدورية"غادرت على متن حاملة سفن وليس بوسائلها الخاصة وستبدأ العمل في الثالث من تشرين الأول". وتشكل هذه السفن الأربع وطاقمها الرئيسي وطاقم الدعم نحو مئة عنصر المساهمة البحرية النروجية في قوة الأممالمتحدة العاملة في لبنان يونيفيل. وأعلن وزير داخلية نيبال كريشنا براساد سيتايولا أمس أن 850 جندياً نيبالياً سيبدأون في أول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل مغادرة البلاد للاضطلاع بمهام حفظ السلام في الجنوب اللبناني، حسبما أفادت وكالة الانباء الالمانية. وأبلغ سيتايولا البرلمان في كاتمندو أن القوات النيبالية ومعها كتيبة ميكانيكية ستلتحق بقوة الاممالمتحدة لحفظ السلام في لبنان بحلول الخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وعلى صعيد آخر، أصيب المتطوع في فريق"ماغ"فكري عزيز، وهو عراقي الجنسية، في انفجار قنبلة عنقودية أمس. وكان عزيز يشرح في مركز الفريق في بلدة كفرجوز، كيفية تعطيل القنابل العنقودية، فانفجرت إحداها بين يديه ما أدى إلى إصابته بجروح نقل على أثرها إلى مستشفى النجدة الشعبية في النبطية للمعالجة.