سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الظواهري يتوعد القوات الدولية في لبنان ويهدد بضربات في الخليج وإسرائيل . بوش يرفض انتقادات "الخارج" في مكافحة الارهاب ويؤكد في ذكرى "11 أيلول" أولوية حماية اميركا
طغت عناوين مثل التضامن الداخلي والارادة"الصلبة"في محاربة الارهاب، على احياء الذكرى الخامسة لهجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة، في حين أحيا تنظيم"القاعدة"الذكرى"على طريقته"، وظهر الرجل الثاني فيه ايمن الظواهري في شريط مسجل توعد فيه بضربات في الخليج واسرائيل، واستهداف اقتصاد الغرب، كما انتقد القرار 1701 المتعلق بلبنان، واصفاً قوات الاممالمتحدة هناك بأنها"عدو للاسلام"، وذلك في أول تهديد صريح لتلك القوات التي بدأت انتشارها أخيراً راجع ص 8. واعتبر الظواهري ان أكبر مشكلات القرار 1701 والقرارات المماثلة له التي"تهدف الى اهانة المسلمين"، هي اعلانه لوجود الدولة اليهودية و"عزله المجاهدين في فلسطين عن المسلمين في لبنان من خلال وجود قوات دولية معادية للاسلام". وبدأ الرئيس الاميركي جورج بوش وأركان ادارته مراسم احياء الذكرى بزيارة الأماكن التي استهدفتها الهجمات بأربع طائرات، وبلغت المراسم ذروتها بخطاب مساء اكد فيه بوش مواصلة العمل لحماية الأمن القومي الاميركي ومنع تكرار الهجمات. كما رفض الانتقادات التي طاولت وسائل استجواب معتقلي"القاعدة"، معتبراً ان المنتقدين يعيشون خارج الولاياتالمتحدة. في الوقت ذاته، دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى التحلي ب"اليقظة"حيال التهديدات الارهابية في فرنسا، لكنه اكد انه لا يملك معلومات في شأن ارتفاع خطر الهجمات، فيما حذرت المستشارة الالمانية آنغيلا مركل من الاكتفاء بالعنف لمحاربة الارهاب، مشددة على ضرورة العمل من أجل التطور الديموقراطي والاقتصادي في مناطق النزاع. واعتبرت إسلام آباد ان"الارهاب"الدولي لا يمكن هزيمته بالوسائل العسكرية فحسب، مشددة على حاجة العالم إلى تبني استراتيجية شاملة لمكافحته. وفي حديث الى شبكة"ان بي سي"التلفزيونية، اعتبر بوش ان الوسائل المستخدمة في ارغام اعضاء بارزين في"القاعدة"على الكلام،"مشروعة"، رافضاً الانتقادات الموجهة الى برنامج سري للاستجواب، وقال انها صادرة عن اناس"لا يعيشون في الولاياتالمتحدة". وتابع بوش:"مهمتي هي حماية هذا البلد"، واضاف رداً على الانتقادات:"اسمحوا لي بأن اذكركم بأن 11 ايلول بالنسبة الى هؤلاء الناس منتقديه ليس سوى يوم سيئ، اما بالنسبة الينا فانه يوم غيّر الاوضاع". وكان بوش يرد على انتقادات منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات. وجمعت"ساحة الصفر"في مانهاتن أمس، بوش وأكثر من مئتي عائلة ل2749 ضحية سقطوا يوم"الثلثاء الأسود"في نيويورك قبل خمس سنوات. وتخلل المراسم الوقوف أربع دقائق صمت، في الاوقات التي مثلت مواعيد اصطدام الطائرات المخطوفة بالبرجين الشمالي والجنوبي لمركز التجارة العالمي. وخلافاً للأعوام السابقة، توجه الرئيس الاميركي ترافقه زوجته الى المناطق الثلاث التي شهدت تحطم الطائرات، أي نيويورك ومبنى وزارة الدفاع البنتاغون في فيرجينيا وحقل شارلوتسفيل في بنسلفانيا. ونظمت وزارة الدفاع"مسيرة للحرية"من مقرها الى مقبرة أرلينغتون للبحرية الأميركية. وتقدم المسيرة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي حيا الجيش الأميركي واعداً بمواصلة النهج الهجومي ضد الارهابيين. واتسمت الخطابات بشعارات التضامن ووحدة المجتمع الأميركي، وتركيز البيت الأبيض على انجازات ادارة بوش في"الحرب على الارهاب"، خصوصاً لجهة منع أي اعتداء ثان. وركز نائب الرئيس ديك تشيني في خطاباته على هذه النقطة ونجاح وزارة الأمن القومي بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات في افشال مخططات لاستهداف الأراضي الأميركية ومنع تكرار الاحداث. وألقى بوش أكثر من خمسة خطابات، اقتصرت على موضوع"الحرب على الارهاب"في الأسبوع الذي سبق الاعتداءات، واختتمها أمس بكلمة للشعب الأميركي، اكد فيها القيام بكل ما يلزم لملاحقة الارهابيين والحفاظ على الأمن القومي. ولم تغب عن المناسبة محاور الخلاف بين قطبي المشهد السياسي الأميركي، الجمهوريين والديموقراطيين، والتي كانت حاضرة في تظاهرات ضد الحرب على العراق في نيويورك وأمام البيت الأبيض في واشنطن. كما انعكس هذا الخلاف في الضغوط السياسية التي مارسها الديموقراطيون على شبكة"أي بي سي"التلفزيونية لتعديل مضمون فيلم الدراما المقتبس عن الهجمات وعنوانه"الطريق الى 11 أيلول"، لانتقاده ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون وتضييعه فرص اعتقال زعيم"القاعدة"أسامة بن لادن. وكانت نسخ من الفيلم قدمت الى نقاد لمشاهدتها، لمحت بقوة الى ان الرئيس السابق كان مشغولاً بعلاقته الجنسية مع مونيكا لوينسكي ولم يتعامل مع خطر المتطرفين الاسلاميين المتزايد في التسعينات. لكن نسخة الفيلم التي بدأت"اي بي سي"بثها عشية الذكرى الخامسة لهجمات 11 ايلول التي قتل فيها زهاء 3000 شخص، ازيلت منها اشارات محددة الى فضيحة لوينسكي. كما اختصر مشهد جاء فيه ان صموئيل ساندي بيرغر مستشار كلينتون للامن القومي، أهدر فرصة لخطف اسامة بن لادن من مخبئه في افغانستان في شكل لم يعد معه واضحاً من الذي رفض التصريح بالمهمة التي كانت وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي ستضطلع بها.