على رغم أن الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 والتي تصادف غداً، ستكون الأولى في غياب زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي قتلته وحدة كوماندوس اميركية في باكستان في ايار (مايو) الماضي، استعاد الأميركيون هواجسهم من عمل ارهابي جديد للتنظيم بعد كشف السلطات وجود تهديد بتفجير «محدد ولكن غير اكيد» قد يستهدف مدينتي نيويوركوواشنطن. واقرّت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن «القاعدة» وراء هذا التهديد الذي «يهدف الى الحاق ضرر بالمواطنين خصوصاً في نيويوركوواشنطن، فيما اعلن مسؤول اميركي طلب عدم ذكر اسمه ان «ثمة ما يدعو الى الاعتقاد بأن التهديد الارهابي قد يكون مرتبطاً بزعيم القاعدة ايمن الظواهري». لكن خطورته لم تبلغ حد الغاء مراسم احياء الذكرى، وافتتاح باحة «الساحة صفر» حيث موقع برجي مركز التجارة العالمي، في حضور حشود يتقدمها الرئيس باراك اوباما وسلفه جورج بوش من اجل اعطاء طابع تضامني للمناسبة. وفي ضوء التحضيرات المستمرة في العاصمة الأميركية وولايتي نيويورك وبنسلفانيا، عكر التهديد الارهابي «المحتمل» صفو الأجواء في واشنطنونيويورك حيث كثفت الشرطة انتشارها، خصوصاً على مداخل محطات النقل وأمام المراكز العامة. وأوضحت وزارة الامن القومي ان أوباما تبلغ بالتهديد، وتجري ملاحقة خيوطه التي تشير الى مجيء ثلاثة أشخاص يحمل أحدهم الجنسية الأميركية من منطقة القبائل الحدودية بين باكستان وأفغانستان، وتحضيرهم لتفجير سيارات مفخخة على الأرجح في العاصمة الأميركية أو نيويورك. واشار مسؤول أميركي الى وجود معلومات محددة كافية وذات صدقية عن التهديد «لذا يجب ان نأخذ الأمور بجدية». اما رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ فصرح الى صحافيين بأن «دائرة الشرطة تنشر تعزيزات اضافية، بعضها مرئي والبعض الآخر غير ظاهر». وفيما أعاد التهديد جزءاً من مشاعر الخوف والحيطة الأمنية التي تلت 11 أيلول، تذكر الأميركيون أن الحرب على «القاعدة» مستمرة على رغم نجاح الادارة في التخلص من بن لادن و»اصطياد» قادة كبار كثيرين من «القاعدة»، وان عمليات الجيش الأميركي في المنطقة الحدودية الباكستانية ضرورية. وكانت السلطات نجحت العام الماضي في احباط محاولات ارهابية ل «القاعدة»، نفذ بعضها أشخاص داخل الولاياتالمتحدة وعلى صلة بالتنظيم، اهمها محاولة تفجير سيارتين مفخختين احداهما في ساحة «تايمز سكوير» بنيويورك، والثانية في ولاية أورغن (غرب). الى ذلك، احيت الأممالمتحدة ذكرى ضحايا اعتداءات 11 ايلول بالدعوة الى بذل جهود جديدة للاتفاق على ميثاق دولي لمكافحة الارهاب، والذي يناقش منذ العام 1972. ووقف سفراء الدول الأعضاء في الأممالمتحدة دقيقة صمت في مراسم اجريت في الجمعية العامة، وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس إن بلادها «ستعمل مع باقي الدول لعرقلة القاعدة وتفكيكها وهزيمتها». وبين العقبات الرئيسية امام التصديق على ميثاق جديد لمكافحة الارهاب عدم الاتفاق على تعريف «الارهابي»، في ظل الخلافات في الشرق الأوسط حول المنظمات التي يمكن ان تدمغ بالارهاب وتلك التي تقاوم الاحتلال. ولفت رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تضم 193 دولة السويسري جوزف ديس خلال مراسم تكريم ضحايا 11 ايلول الى ان خطوات «مهمة» اتخذت لتعزيز اجراءات مكافحة الارهاب، لكن مرتكبيها واصلوا هجماتهم، مشيراً خصوصاً الى الاعتداء الذي استهدف مقر الأممالمتحدة في نيجيريا الشهر الماضي، وادى الى سقوط 23 قتيلاً. وقال ديس: «نظراً الى انتشار التهديدات والأعمال الارهابية، يجب ان نكثف جهودنا من دون ابطاء للاتفاق على ميثاق»، علماً ان اجتماعاً لمكافحة الارهاب سيعقد على مستوى الوزراء خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.