على رغم ارتفاع حدة السجال السياسي بين"حزب الله"ومؤيديه من جهة وبين قوى 14 آذار من جهة ثانية، مر الاعتصام الذي دعت إليه المنظمات الشبابية والطالبية وشارك فيه"حزب الله"بكثافة، احتجاجاً على زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى بيروت، من دون أي اشكالات أمنية تذكر. وعلى رغم تضارب البيانات عشية الاعتصام بين المنظمات الداعية وبين وزارة الداخلية، إلا أن مكان التجمع محيط ساحة الشهداء بدلاً من محيط ساحة رياض الصلح كان محسوماً منذ ظهر أول من أمس. إذ بدا جلياً أن ثمة اتفاقاً بين الطرفين ينص على أن يسمح للمتظاهرين بالتجمع والاعتصام ما داموا بعيدين من محيط السرايا الحكومية. وكان"حزب الله"رفع مشاركته في تظاهرة أمس، بعدما كان أعلن سابقاً أن مشاركته ستكون رمزية. وجالت حافلات وسط الأحياء المناصرة للحزب داعية إلى المشاركة في التظاهرة، وأمنت وصول المشاركين إلى نقطة التجمع. وعلل البعض مشاركة الحزب بأنه لا يمكن لپ"حزب الله"إلا أن يشارك في الاحتجاج على زيارة بلير الذي يعتبره شريكاً في الحرب الإسرائيلية على لبنان، إضافة إلى ورود معلومات تفيد بأنه في حال منعت التظاهرة، فإن المحتجين على الزيارة سيقومون بإحراق الإطارات المطاطية وافتعال أعمال شغب، وهذا ما يجد الحزب نفسه في غنى عنه في الظرف الراهن. وبدت لمسات عناصر الانضباط التابعين للحزب جالية على التظاهرة. وتجمع المتظاهرون الذين قدر عددهم بالمئات في المنطقة الممتدة من بشارة الخوري إلى محلة الرينغ في وسط بيروت. ولوحوا بالأعلام اللبنانية ورفعوا صور السيد حسن نصر الله والأسير سمير القنطار وصوراً لقرى كما كانت وبعدما دمرها القصف الإسرائيلي وعليها عبارات منها:"قرية في زمن الشرق الأوسط الجديد"وپ"بلير هذا ما فعلته القنابل الذكية". وأطلق المشاركون هتافات منها"بيروت حرة بلير برا"وپ"نصر الله رأسك مرفوع". وانضم الى الاعتصام النائبان عضو كتلة الوفاء للمقاومة أمين شري وپحزب البعث قاسم هاشم. وغاب"التيار الوطني الحر".