شهدت المناطق اللبنانية تحضيرات مكثفة ومنظمة للمشاركة في التحرك الذي دعت اليه المعارضة لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، قابلتها مواقف وتحركات لبت دعوة السنيورة الى رفع العلم اللبناني في الساحات العامة وعلى شرفات المنازل"دفاعاً عن لبنان". وانطلقت حشود المشاركين من قرى منطقة صور الى بيروت في الفانات والسيارات التي تحمل رايات حركة"أمل"وپ"حزب الله"، وسط اجراءات امنية مشددة نفذتها وحدات من الجيش اللبناني التي أقامت نقاط مراقبة على طول الخط الساحلي من الناقورة وحتى منطقة القاسمية. كما ساهمت قوى الأمن الداخلي بتنظيم المرور في مدينة صور والمناطق. وفي النبطية، جابت سيارات تحمل مكبرات الصوت القرى والبلدات منذ الصباح الباكر وهي تدعو المواطنين الى المشاركة بكثافة في الاعتصام وكانت تبث ايضاً الأناشيد الوطنية والحماسية. كما وجهت دعوات مماثلة عبر مآذن الجوامع. وخصصت مئات الحافلات لنقل المشاركين الى بيروت. وفي صيدا، انطلقت تجمعات من أحزاب وقوى المعارضة الى بيروت، وسط انتشار دوريات لعناصر الجيش في الساحات والشوارع الرئيسية للمدينة. وأعلنت بلدية صيدا أنها أشرفت مع الشرطة البلدية على تسهيل مرور كل السيارات والحافلات من الجنوب والمناطق المحيطة بالمدينة في اتجاه بيروت للمشاركة في الاعتصام. كما أمنت السير على الساحات والطرق الرئيسة وتجيهز وسائل النقل للمواطنين الراغبين بالمشاركة. وفي اقليم الخروب، سجلت كثافة مشاركة في بلدات الجية وجون والوردانية التي بدأت استعداداتها منذ ساعات الصباح الاولى. في المقابل نشط الحزب التقدمي الاشتراكي وپ"تيار المستقبل"في الاقليم في رفع الاعلام اللبنانية على اعمدة الكهرباء الممتدة على الطريق الرئيس في المنطقة، كما رفعت لافتات تنادي بضرورة دعم حكومة الرئيس السنيورة وانشاء المحكمة الدولية. كذلك رفع العديد من أهالي المنطقة الأعلام اللبنانية على شرفات منازلهم، خصوصاً في بلدة برجا تجاوباً مع دعوة الرئيس السنيورة. أما في عكار، فبدأ أنصار المعارضة لا سيما"التيار الوطني الحر"وأحزاب"القومي"وپ"البعث"وپ"تيار المردة"بالتوجه الى بيروت اعتباراً من السابعة صباحاً، في مواكب صغيرة تضم حافلات ركاب وسيارات خاصة رافعين الأعلام اللبنانية. أما أنصار"تيار المستقبل"وقوى 14 آذار فكانوا يوزعون الاعلام اللبنانية ويرفعونها على شرفات منازلهم تلبية للدعوة التي وجهها رئيس الحكومة. كذلك رفعت صور للرئيس الشهيد رفيق الحريري ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري على عدد من السيارات التي شوهدت منذ ساعات الصباح الأولى تجول على امتداد الشارع الرئيس من بلدة برج العرب وحتى بلدة المنية. وشاركت طرابلس في دعوة احزاب المعارضة في شكل رمزي وفتحت المحال التجارية ابوابها، وتوجه المواطنون الى اعمالهم كما في كل يوم، في حين ان المشاركين في التظاهرة ووفقاً لدعوات احزاب المعارضة، كان من المفترض ان يتوزعوا على ثلاث نقاط هي: ساحة النور - مدخل طرابلس، معرض رشيد كرامي الدولي ومستديرة الميناء، الا ان التجمع اقتصر على ساحة معرض رشيد كرامي حيث تجمع نحو 60 سيارة وحافلة صغيرة أقلت أنصار الرئيس عمر كرامي الى بيروت، في وقت غطت الاعلام اللبنانية شرفات المنازل في معظم الأحياء الطرابلسية، تلبية لدعوة الرئيس السنيورة. وتجمع المواطنون في شكا أمام مركز"التيار الوطني الحر"في كفرصارون، وأمام مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي في أميون. وفي الضنية كانت مشاركة أهالي المنطقة في التحرك رمزية واقتصرت على مناصري النائب السابق جهاد الصمد في بعض القرى والبلدات. فيما لبت معظم المنطقة نداء الرئيس السنيورة ورفعت الأعلام اللبنانية على شرفات المنازل وفي الساحات الرئيسة للقرى والبلدات. كذلك رفعت لافتات مؤيدة لرئيس الحكومة. أما في منطقة المنية وجوارها، فاقتصرت المشاركة على مناصري المرشح السابق للانتخابات النيابية الأخيرة كمال الخير. وفي البترون شهدت المنطقة ساحلاً ووسطاً وجرداً تجاوباً كبيراً مع دعوة رئيس الحكومة وقوى 14 آذار، حيث رفعت الأعلام اللبنانية على شرفات المنازل والسطوح. وصدرت بيانات أعلنت رفضها النزول الى الشارع ومؤيدة للرئيس السنيورة. وتجمع أنصار"التيار الوطني الحر"وپ"تيار المردة"والمعارضة في احدى ساحات المدينة، وتوقفت الباصات والحافلات التي نقلت المشاركين في الاعتصام ورفعت صوراً للعماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية وأعلام المردة والاعلام اللبنانية، وتم تثبيت مكبرات للصوت لبث خُطب للعماد عون والوزير فرنجية. وانضمت وفود بقية اقضية الشمال الى البترون للتوجه الى مكان الاعتصام. يشار الى ان مدارس القضاء والاسواق التجارية بقيت مفتوحة كالعادة. وفي جبيل، احتشد مناصرو"التيار الوطني"في باحة سنتر البعيني ثم انطلقوا الى العاصمة في حافلات، حاملين الاعلام اللبنانية وصوراً للعماد عون. وشهدت المنطقة انتشاراً كثيفاً للقوى الامنية التي اتخذت اجراءات مشددة لمنع الاحتكاكات، فيما فتحت المؤسسات التربوية والصناعية والتجارية أبوابها كالمعتاد. وفي بعلبك - الهرمل انطلقت مواكب المشاركين التي تضم مؤيدي"حزب الله"وحركة"أمل"من القضاءين الى بيروت للمشاركة في الاعتصام. وسجلت تحركات مماثلة لبقية احزاب المعارضة في البقاع الأوسط لا سيما في رياق وأبلح والمريجات والفرزل وغيرها من القرى والبلدات في قضاء زحلة. ولم يستبعد مسؤول الوحدة الاعلامية لپ"حزب الله"في البقاع احمد ريا ان"يستمر الضخ البشري يومياً الى محيط السرايا الحكومية، من دون استبعاد ان تصل تحركات الاحتجاج الى المناطق الاخرى خارج بيروت". في المقابل، شهدت بلدات سعدنايل وبر الياس وبوارج وجديتا نزولاً كثيفاً الى الطرق الرئيسة واطلاق العيارات النارية إثر انتهاء الرئيس السنيورة ليل أول من أمس من توجيه كلمته، وتدخلت وحدات من الجيش لتهدئة الأجواء وإعادة فتح طريق المصنع التي كانت قد قطعت ليلاً. ولوحظ انتشار كثيف للجيش وقوى الأمن عند النقاط الرئيسة. وفي راشيا والبقاع الغربي، تولى أنصار"حزب الله"وحركة"أمل"نقل المشاركين في حافلات، رافعين الأعلام اللبنانية، وسط انتشار كثيف للجيش والقوى الأمنية عند مداخل القرى وتقاطع الطرق الرئيسة مع الطريق الدولية.