اجرى الرئيس حسني مبارك، خلال زيارة خاطفة لعمان، مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني محادثات في اطار الجهد المشترك للبلدين لتشكيل موقف عربي للدفع في اتجاه جهد دولي حقيقي لإعادة الزخم الى عملية السلام، في ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار وتدمير وبعد العدوان الاسرائيلي على لبنان. ولفتت مصادر رسمية اردنية الى اهمية القمة المصرية - الاردنية، قبل ايام من توجه عبدالله الثاني، والعديد من قادة الدول العربية، الى نيويورك لحضور اجتماعات الدورة الحادية والستين للجمعية العامة للامم المتحدة واجراء محادثات مع مسؤولين دوليين على هامشها، بعدما طلبت جامعة الدول العربية إعادة ملف القضية الفلسطينية الى وصاية مجلس الامن، بعيدا عن احتكار الولاياتالمتحدة لعملية الاشراف على المفاوضات السلمية في المنطقة التي ما زالت تتراجع منذ توقيع اتفاقية اوسلو العام 1994. والى عملية السلام، تناولت المحادثات التي تخللتها مأدبة غداء في قصر رغدان في عمان، الاوضاع في لبنانوالعراق. وبحسب بيان صدر عقب المحادثات عن الديوان الملكي، شدد الجانبان على"اهمية الحفاظ على وحدة وسيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية ووقوف بلديهما ومساندتهما للشعب اللبناني لتجاوز آثار الحرب ودعمهما لجهود الحكومة اللبنانية في عملية إعادة الاعمار"، وجددا دعمهما لجهود"إعادة الامن والاستقرار في العراق وتحقيق الوفاق الوطني من خلال اندماج جميع فئات الشعب العراقي في العملية السياسية التي تؤدي الى بناء عراق آمن ومزدهر". واكد العاهل الاردني والرئيس المصري اهمية إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وضرورة عودة الطرفين الى طاولة المفاوضات في اقرب وقت ممكن"على اسس تضمن حقوق الشعب الفلسطيني واحترام قرارات الشرعية الدولية". ودعا عبدالله الثاني ومبارك الى"بلورة موقف عربي موحد يدعم ويساند الشعب الفلسطيني بما يضمن حقوقه في ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية التي تشكل اساس الصراع في المنطقة". وجدد الجانبان دعمهما للسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس في جهوده لتشكيل"حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على تحمل أعباء المرحلة، وبما يمكن الجانب الفلسطيني من ان يكون شريكاً قوياً وفاعلاً في عملية السلام". وكررا رفضهما للحلول الاحادية الجانب التي"لا يمكن ان تكون بديلا للحلول الشاملة والتي ثبت فشلها في التعامل مع قضايا المنطقة". وطالبا المجتمع الدولي"مواصلة دعم الشعب الفلسطيني وتسهيل ايصال المساعدات الاقتصادية والانسانية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يمرون بظروف معيشية صعبة".