استكملت ليل الثلثاء - الأربعاء الانتخابات الرئاسية والاشتراعية الأولى في هايتي منذ إطاحة الرئيس جان برتران اريستيد في شباط فبراير 2004، وسط حال من الفوضى تسبب بها تأخر فتح أبواب بعض مراكز الاقتراع، ما دفع ناخبين إلى اتهام لجنة الانتخابات بمحاولة منع سكان المناطق الفقيرة من التصويت لمصلحة الرئيس السابق رينيه بريفال. وفيما نفت اللجنة الانتخابية الاتهامات، وبررت التأخير بوصول المراقبين المحليين والدوليين إلى مراكز الاقتراع في وقت واحد مع الناخبين،وتسبب اصطفاف المواطنين في طوابير طويلة امتد بعضها مسافة كيلومترين، بإشكاليات عدة. وأطلق ضابط في الشرطة النار على شخص خلال مشاجرة وقعت في إحدى ضواحي بور أو برنس، ما تسبب بقتله قبل أن يندفع الأهالي الغاضبين إلى قتل الضابط نفسه. وفي موقع آخر، توفي ناخبان مسنان تعرضا لأزمة قلبية نتيجة التدافع، ولقي شخص خامس مصرعه اختناقاً في تدافع مماثل حصل أمام أحد مراكز الاقتراع. أما عدد الجرحى فبلغ نحو أربعين أصيب معظمهم في انهيار جدار. وعلق الرئيس الموقت جيرالد لاتورتي على عملية التصويت بالقول:"فعلنا ما في وسعنا"، علماً أن أكثر من 9 آلاف جندي من القوة الدولية لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة و5 آلاف من رجال شرطة هايتي، شاركوا في تأمين الانتخابات التي اشرف عليها نحو 1500 مراقب دولي وبلغت كلفتها 80 مليون دولار. وتلا إغلاق مراكز الاقتراع بدء عملية فرز الأصوات، تمهيداً لاعلان النتائج غداً، والتي ستتضمن إعلان أسماء الفائزين ب129 مقعداً في مجلس النواب و33 مقعداً في مجلس الشيوخ. ويأمل سكان الجزيرة الفقيرة بان تساهم الانتخابات التي أرجئت أربع مرات في فترة عام لاسباب أمنية ولوجستية، في إخراج دولتهم من عدم الاستقرار السياسي الناتج من انقلابات متتالية منذ نحو عشرين عاماً. ورجحت استطلاعات الرأي تفوق بريفال، أحد المقربين من الرئيس السابق أريستيد، على منافسه الرئيسي تشارلز هنري باكر الذي رفع خلال حملته الانتخابية شعار"النظام والانضباط والعمل"، لكسب تحدي تحقيق النهضة الاقتصادية في البلاد.