تدفق المئات من الشباب الجزائريين منذ الساعات الاولى لصباح الخميس الماضي على فندق هيلتون في العاصمة للمشاركة في اول دورة"كاستينغ"لاختيار وانتقاء الاصوات التي ستشارك في برنامج"ستار اكاديمي المغاربية"الذي يعتزم مجمع الانتاج العالمي للأخوين التونسيين"قروي آند قروي"إطلاقه منتصف شهر تشرين الاول اكتوبر المقبل، بمشاركة 14"أكاديمياً"يقيمون في دول المغرب العربي او من ذوي الاصول المغاربية المقيمين في انحاء العالم. بهو الفندق المحاذي لشاطئ البحر بدا اشبه بمسرح لمسابقات الجمال وعرض الازياء، بفضل الديكور الذي رسمه شباب أبدعوا في تقليد"نجومهم"الذين اعتادوا على مشاهدتهم في برامج ستار اكاديمي، في طبعاتها اللبنانية والفرنسية، وبدرجة اقل الهولندية. وبدا واضحاً حرص الشبان والفتيات على ارتداء آخر صيحات الموضة الاوروبية من اللباس القصير والضيق وسراويل"الجينز"، حتى الكاشفة منها معظم انحاء الجسم، مع لمسة فنية حرص كل شاب ان تكون مغايرة عن زملائه في تسريحة شعره! ولا داعي للغرابة في رأي سهام 28 عاماً التي سبق ان شاركت في مسابقة لانتقاء ملكة جمال العاصمة، وعلقت بقولها:"كل الشباب يدركون ان المظهر الخارجي اكثر حسماً في اختيار الاكاديميين، قبل الصوت احياناً...!". وفي وقت فضل البعض الانفراد والتركيز جانباً لترديد مقاطعه الموسيقية التي ينوي تقديمها امام لجنة التحكيم، كانت ألحان الموسيقى العذبة وبعض الاصوات تنبعث من هنا وهناك، من قبل شباب فضلوا ان يحاكموا أنفسهم قبل ان يمثلوا امام لجنة التحكيم، فانقسموا في جماعات صغيرة، يتداولون في ما بينهم على إسماع مقاطع من اغنياتهم، وطلب المشورة ورأي الزملاء، في حين بدا القلق واضحاً على ملامح بعض الفتيات اللائي اصطحبن أماً او خطيباً او صديقاً للاستنجاد بدعمه المعنوي الى آخر لحظة، قبل ان يحين دورهن للمثول امام لجنة التحكيم المكونة من خمسة موسيقيين وفنانين. وتضاربت الاهداف التي من اجلها حمل الشباب حالهم للمشاركة في المسابقة، فمنهم من اعترف لپ"الحياة"من الوهلة الاولى انه جاء بدافع الفضول لا غير، ليعيش اجواء الكواليس وپ"الترقب"التي اعتاد مشاهدة بعض فصولها في الفضائيات، بينما بدا آخرون أشد حرصاً على الفوز بورقة المشاركة في برنامج"ستار أكاديمي المغاربية"، بحثاً عن تغيير مسار حياتهم، أسوة بنجومهم المفضلين، أما آخرون، فالبرنامج يمثل فرصة العمر لإبراز مواهبهم وطاقتهم التي لم يجدوا منبراً آخر لتفجيرها. وفي تصريحات خاصة لپ"الحياة"، قالت الآنسة مريم بزازي مناجير المسؤولة عن الإعلام في مجمع قروي آند قروي للإنتاج العالمي،"إن دورة الكاستينغ التي اقيمت عبر 3 مناطق في تونسسوسة، صفاقس، وتونس سجلت تقدم 5600 مرشح لاختبارات لجنة التحكيم، الى جانب 4 آلاف مرشح في المغرب عن المناطق الثلاث الدار البيضاء، مراكش، وطنجة، في حين سجل المجمع مشاركة 800 مرشح في اول دورة"كاستينغ"في الجزائر العاصمة يوم الخميس، ونحن نراهن على تحقيق تسجيل رقم قياسي للمشاركين في الجزائر بعد إتمام اختبارات"الكاستنيغ"في ولايتي عنابة ووهران"، مضيفة:"سيتبع ذلك دورة اخرى لانتقاء بعض الاصوات الفنية الشبابية بطرابلس الليبية، ثم تليها آخر دورة لاختبارات"الكاستينغ"في باريس نهاية شهر آب اغسطس الجاري لاختيار بعض الشباب المرشحين من اصول مغاربية المقيمين في فرنسا وعواصم اوروبية على أن يقل عددهم عن 50 خلافاً للدول المغاربية الاخرى، في حين تبقى برمجة دورة مماثلة في موريتانيا معلقة في الوقت الراهن لأسباب تنظيمية وتقنية". وبعد عمليات الانتقاء الأولية، سيعمد المنظمون - بحسب المتحدثة - الى اختيار 50 مرشحاً عن كل دولة في نهاية المطاف يشاركون في نهائي تونس في بداية ايلول سبتمبر المقبل لاختيار 14 أكاديمياً يكون لهم شرف قضاء 3 اشهر ونصف الشهر، أي 14 اسبوعاً داخل اكاديمية تجرى عملية بنائها حالياً في احدى مدن تونس. وسيكون للأكاديميين المغاربة فرصة التجول عبر بعض الدول المغاربية وتنظيم حفلات فنية يؤدون خلالها أغاني من مختلف الطبوع المغاربية، الى جانب الغناء برفقة 50 فناناً ونجماً من المغرب العربي ودول العالم، على أن يظفر الفائز النهائي بعقد لإنتاج ألبومه الخاص، الى جانب الجائزة المالية التي تمنح له. وعن شروط ومقاييس اختيار المرشحين للبرنامج، اضافت مريم بزازي:"إن المبدأ هو ان يقدم المرشح امام لجنة التحكيم مقطعاً من اغنية مغاربية، ومقطعاً آخر من اغنية بلغة اجنبية، يتم على اساسها اختيار الفائزين من جانب لجنة تحكيم مكونة من فنانين وموسيقيين وأساتذة من دول المغرب العربي أيضاً، علماً ان سن الترشح للمشاركة حدد ما بين 18 و30 عاماً، شرط اصطحاب ولي الأمر للشباب الذين يقل سنهم عن 18 عاماً". وبحسب مسؤولة الإعلام في مجمع الأخوين قروي الممثل الحصري لشركة ENDEMOL التي تملك حقوق بث برنامج ستار أكاديمي وبيعها لدول اخرى، فإن برنامج ستار اكاديمي المغاربي، سيتم بثه عبر قناة"نسمة تي في"التي يملكها المجمع التونسي والتي سيتم اطلاقها مع بداية البرنامج خلال النصف الثاني من تشرين الاول المقبل، عبر مواقع"هوتبيرد"وپ"نايل سات"وپ"عربسات". وسيبث البرنامج مباشرة كل يوم جمعة في التوقيت نفسه مع برنامج ستار اكاديمي في طبعتيه اللبنانية والفرنسية، وفقاً لمريم بزازي التي تابعت قائلة:"لقد جندنا 850 متعاوناً بين ممثلين وكتاب كلمات وموسيقيين وتقنيين وأساتذة في الفن والموسيقى والرقص والرياضة لإنجاح هذا البرنامج، كما تعمدنا اختيار التوقيت نفسه لأننا نبحث عن منافسة برنامج ستار أكاديمي في طبعته اللبنانية والفرنسية، ونحن متيقنون اننا سنكسب الرهان، لأن دول المغرب العربي تضم 80 مليون نسمة، الى جانب ذوي الاصول المغاربية المقيمين في اوروبا وبقية دول العالم، وسنبث البرنامج كل جمعة طوال 120 دقيقة، الى جانب ساعتين يومياً لتقريب المشاهدين من حياة الشباب داخل الاكاديمية". ولتفادي الضجة التي أثارها عرض برنامج ستار اكاديمي في طبعته اللبنانية في بعض الدول العربية، ولجوء الجزائر على الاخص الى وقف بثه بسبب ما اعتبر"تصرفات لشباب الاكاديمية لا تمت بصلة للإسلام والقيم والتقاليد"، قالت بزازي:"راعينا هذه الامور ودرسنا طبيعة المجتمعات المغاربية طوال سنتين من التحضير للبرنامج، ونحن نعد بتقديم برنامج يحترم قيم المجتمعات المغاربية". وتكمن احدى ابرز ميزات"الأكاديمية المغاربية"، والتي يصر عليها المنظمون - بحسب مريم بزازي - انهم سيشترطون على الفنانين العرب الذين سيتم اختيارهم للغناء في البث المباشر للبرنامج، ضرورة تقديم اغنية واحدة على الاقل باللهجة المغاربية، وعدم الاكتفاء بأغانيهم اللبنانية او المصرية او غيرها.