يبدو أن الاستعدادات النهائية لانطلاق الموسم التاسع من برنامج «استوديو دوزيم» الذي يعد أضخم برنامج غنائي تلفزيوني مغربي، قد بدأت تلوح في الأفق. فمن خلال تتبع الأخبار الآتية من دار البرنامج بمقر عين السبع، يظهر جلياً الاتجاه نحو تصوّر جديد مخالف لما سبق، سواء من حيث البرمجة أو من حيث نوعية لجنة التحكيم أو نوعية المرشحين المشاركين. وطبعاً مع الحفاظ على الهوية الخاصة بالبرنامج والتي هي الهدف في حد ذاته من وجوده، أي اكتشاف مواهب غنائية مغربية جديدة في كل سنة من داخل المغرب وخارجه، في صنفي الموسيقى العربية والغربية. وشهدت مرحلة الكاستينغ والاختيار النهائي تنافساً كبيراً قبل إعلان أسماء المتبارين الشباب ال28. وكالعادة، أُعلن عن اختيار المرشحين من داخل المغرب وخارجه، خصوصاً، باريس. إلا أن الدورة حملت جديداً جديراً بالاهتمام. إذ كان هناك اتجاه على الانفتاح على المواهب الغنائية على مستوى دول المغرب الكبير، وذلك بفتح مقار كاستينغ في كل من العاصمتين التونسية والجزائرية. وهي بادرة لها تداعياتها الخاصة. ومن بين ما حُدّث في مجال الكاستينغ، فقرة توجب أداء أغنية مغربية أو مغاربية من اختيار أعضاء لجنة التحكيم. وفي هذا الإطار، يلاحظ خضوع البرنامج لانتقاد طالما وُجّه له، ويتلخص بعدم تخصيصه حيزاً مهماً للأغنية المحلية، مع سيطرة الأغنية العربية المشرقية أو الغربية على الذائقة الشبابية في غالبية الأحيان لذيوعها وقوة نفاذها. وبالتالي فهذا التغير لا شك في أنه سيرضي الفن الغنائي المغاربي ويمكّنه من إعادة الذيوع وفرض الوجود في شمال أفريقيا على الأقل حتى يحسّ بقيمته الجيل الجديد. وقد اختيرت أغنيات للرواد الكبار مثل التونسيين أحمد حمزة والهادي الجوي والجزائريين الحاج العنقا ورابح درياسة. واختيرت مغربياً كما هو متوقع أغاني عبدالوهاب الدكالي وعبدالهادي بلخياط ونعيمة سميح وسميرة سعيد، أو وفق الصيغة المغربية سميرة بنسعيد عبر أغنيتها المغربية الأشهر «مغلوبة». أما الملاحظ في مقترح الأغنية الغربية فطغيان الأغنية الشبابية لفناني الغرب من الجيل الجديد باستثناء مغني الروك الفرنسي جوني هاليداي. وهو مما يقصي الأغنية القوية اللحن والكلمات في أغاني الريبرتوار الغنائي العالمي الخالدة. ومن جديد البرنامج اعتماده على المطرب نعمان لحلو ك «كوتش» جديد عوضاً عن الملحن والفنان أحمد الزيات. ويبدو أن التغيير نابع من إرادة في استدرار كفاءات جديدة بإمكانها تقديم تصور آخر وتجريب أفكار من شأنها تطوير البرنامج أكثر وتوسيع قدرته على التنافس عربياً. وفي هذا المجال لا بد من التذكير بمآل المرشحة المغربية السابقة دنيا باطما التي أقصيت من إحدى الدورات السابقة، وها هي تحقق «معجزة» في برنامج «آراب آيدول» بتأهلها للنهائيات مُبكية المطربة أحلام ومثيرة إعجاب راغب علامة، عضوي لجنة التحكيم. وهو ما أثار انتقاد الجمهور المغربي للجان تحكيم «استوديو دوزيم»، خصوصاً لجهة قدرتها على الاختيار الصائب.